الاثنين، 4 يونيو 2012

مقتل واصابة العشرات في تفجير انتحاري في بغداد


قتل 22 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري استهدف مقر الوقف الشيعي في بغداد أمس الإثنين (4 يونيو/حزيران 2012)، ما أثار مخاوف وتحذيرات من إمكانية انزلاق البلاد مجدداً نحو العنف الطائفي.
ودعا الوقف الشيعي عقب الهجوم أبناء الطائفة إلى - وأد الفتنة-  لتجنب اندلاع - حرب أهلية-  في العراق، رافضاً اتهام جهة محددة، فيما سارع ديوان الوقف السني إلى إدانة العملية - الجبانة والمتطرفة- .
وقال مصدر في وزارة الداخلية لـ - فرانس برس-  إن - انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه أمام مقر الوقف الشيعي في منطقة باب المعظم-  عند حوالى الساعة 11,00 (08,00 تغ).
وذكر مصدر طبي رسمي لـ - فرانس برس-  إن - 22 شخصاً قتلوا في الهجوم وأصيب أكثر من 65 بجروح- . وتحدث مصدر طبي آخر عن مقتل أكثر من 22 شخصاً في الانفجار الذي دمر بالكامل مبنى الوقف في منطقة باب المعظم وسط بغداد.
وأغلقت القوى الأمنية مكان الهجوم ومواقع قريبة منه، بينما عملت فرق الدفاع المدني على انتشال جثث الضحايا ونقل عشرات الجرحى إلى سيارات الإسعاف.
وجاء هجوم الأمس بعدما أثار قرار الوقف الشيعي بتملك أوقاف مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد) لاسيما مرقد الإمامين العسكريين.
وقال نائب رئيس الوقف الشيعي، الشيخ سامي المسعودي لـ - فرانس برس-  - تلقينا تهديدات بعدما سجلنا مرقد الإمامين العسكريين باسم الوقف الشيعي، علماً أن هذه القضية التي أتممناها قبل خمسة أيام قانونية ودستورية كون مرقد الإمامين مرقداً شيعياً- . وأضاف - نحن لا نتهم أحداً وندعو الشارع العراقي وخصوصاً أبناء الطائفة إلى وأد الفتنة لأن هناك مخططاً لإشعال حرب أهلية بين أبناء الشعب وهناك قوى تريد أن تفرق بين المذاهب في العراق- .
في موازاة ذلك، قال المتحدث باسم الوقف السني، فارس المهداوي لـ - فرانس برس-  إن - هذه العمليات الجبانة والمتطرفة تحاول أن تبث الفرقة وهناك جهات تحاول أن تقوم بأعمال مماثلة لخلق الفتنة، لكننا لن نسمح لهم بتحقيق أحلامهم- . وتحدث عن - إياد قذرة تحاول أن تعيد البلاد إلى الوراء- ، في إشارة إلى أعمال العنف الطائفي بين السنة والشيعة والتي بلغت ذروتها في عامي 2006 و2007 وقتل فيها الآلاف. وذكر المتحدث أن - هناك جهات تحاول أن تدق أسفيناً بين الوقفين علماً أن الخلافات بينهما ليست سوى خلافات إدارية- .
ورداً على سؤال حول إمكانية أن يكون هجوم اليوم على علاقة بقضية مرقد الإمامين العسكريين، قال - هذا موضوع مختلف- ، مضيفاً - رحمة الله على الشهداء الذين سقطوا اليوم- .
وأعلن المهداوي أن مقر الوقف السني في شمال بغداد استهدف - بقذيفة أو قذيفتين-  عقب الهجوم على مقر الوقف الشيعي. وأكد مصدر أمني أن - عبوة انفجرت بالقرب من مقر الوقف السني- .
وحذر قادة سياسيون واحزاب إسلامية من إمكانية الانزلاق نحو مواجهات طائفية بعد الهجوم الذي لم تتبناه أي جهة.
واعتبر حزب - الدعوة-  بزعامة رئيس الوزراء في بيان أن الهجوم يستهدف - جر العراق الى صراعات طائفية- ، بينما رأى رئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي أن - هذه الأفعال الإجرامية البشعة وغير الأخلاقية تهدف إلى خلق الفتنة- .
واتهمت جماعة علماء العراق التي تضم مئات الشخصيات الدينية السنية المعتدلة - عصابة القاعدة-  بالوقوف خلف الهجوم بعدما رأت أنها - استغلت الظروف السياسية الحالية  ودخلت على خط الخلاف الحاصل بين الوقفين- .
من جانبه، دعا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي إلى - التحلي باليقظة ونبذ الطائفية- ، وقال المالكي - نؤكد أن هذه الجرائم البشعة ستفشل في زرع الفتنة الطائفية- ، داعياً - المواطنين الكرام إلى التحلي باليقظة ونبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية- .