الأحد، 30 أكتوبر 2011

اين موسى ؟


تحدثنا في المقال السابق عن التناقض الواضح جدا بخصوص ذكر محمد انه مر على موسى في قبره فوجده قائما يصلي في قبره وحينما وصل الى السماء وجده امامه ولم يعرفه فسأل جبريل عنه فقال له انه موسى ، وتسألنا كيف يمر محمد على موسى في قبره ثم يجده امامه في السماء ؟ وكيف عرفه بسهوله وهو في قبره ثم لم يعرفه في السماء ؟ مما يدل على الاضطراب الكامل والتناقض التام في كلام محمد علما بأن الاحاديث التي ذكرناها احاديث صحيحة ولا مجال للتشكيك فيها ابدا ، وفي هذا المقال سنبين تناقضات واضطرابات اكثر ثم نختم ذلك بحديث في غاية الغرابة ينسف كل الاحاديث السابقة ويضع علامة استفهام كبيرة وواضحة على الرحلة بكاملها .
موسى قائم يصلي في قبره
مررت على موسى وهو يصلي في قبره . وزاد في حديث عيسى : مررت ليلة أسرى بي (صحيح مسلم )
هذا الكلام يدل ان موسى موجود في قبره ويدل على أن محمد يعرف موسى جيدا ، ولكننا سنجد امرا مغايرا تماما لهذا الكلام ، فنجد في صحيح البخاري هذا الحديث :  ثم مررت بموسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى ، الان الامر اختلف بالكلية فمحمد يقول مررت بموسى ولكن في السماء وليس في قبره ، ايضا محمد بعدما عرف موسى في قبره هاهو الان يسأل عنه جبريل  ( من هذا ؟  ) قال هذا موسى . طبعا التناقض والتعارض والاضطراب في غاية الوضوح لمن كان له ذرة من عقل ،
لكن محمد بعدما ذكر انه رأى موسى في قبره ، ثم ذكر أنه راه في السماء ، لكننا نريد ان نعرف في أي سماء يجلس موسى  نجد في هذه الرواية المذكورة في صحيح الجامع للالباني ان موسى في السماء الثالثة ،
ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح . فلما مررت بإدريس قال : مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح فقلت : من هذا ؟ قال هذا إدريس . ثم مررت بموسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى . ثم مررت بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح
ثم نكتشف أن موسى في السماء السابعة وذلك بسبب تكليم الله له وفقا لهذه الرواية من صحيح ابي خزيمة ومن كتاب التوحيد :
 وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم ، فوعيت منهم : إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة ، بفضل كلام الله ، فقال موسى : لم أظن أن يرفع علي أحد ثم علا به فيما لا يعلمه إلا الله ،
ثم نجده في رواية أخرى في منزلة مجهولة بين السماء الاولى والسادسة وذلك كما جاء في هذه الرواية من صحيح البخاري : أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السادسة . وقال أنس : ( فلما مر جبريل بإدريس قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا إدريس ، ثم مررت بموسى ، ثم مررت بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : عيسى ، ثم مررت بإبراهيم فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم ) .
ثم نجده بعد ذلك في روايات اخرى في السماء السادسة ( علما بان هذه السماء يشغلها ابراهيم في روايات أخرى ) ولنأخذ مثلا هذه الرواية من صحيح البخاري ،
فأتينا على السماء السادسة ، قيل : من هذا ، قيل : جبريل ، قيل : من معك ، قيل : محمد صلى الله عليه وسلم ، قيل : وقد أرسل إليه ، مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على موسى فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من أخ ونبي ، فلما جاوزت بكى ، فقيل : ما أبكاك ؟ قال : يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي ، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي ،
وبكاء موسى كان للحسد والطريف ان محمد وصف نفسه بالغلام علما بأنه تجاوز الاربعين سنة ، كما اننا لا ندري كيف عرف موسى أن اتباع محمد سيكونون اكثر من اتباع موسى ، والان بعد ان اصبح لدينا امكنة كثيرة ومختلفة لمكان موسى يأتي محمد ويغير كل تلك الامكنة برواية مختلفة تماما ونذكرها هنا مما يرويه الالباني ويصححه :
عرضت علي الليلة الأنبياء [ وأممهم وأتباعها من ] أممها ، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته ، وجعل النبي يمر ومعه العصابة من أمته ، [ والنبي وليس معه إلا الواحد من أمته ، والنبي وليس معه أحد من أمته ] ، حتى مر موسى بن عمران [ في كبكبة من بني إسرائيل ، فلما رأيتهم أعجبوني ، فقلت : يا رب ! من هؤلاء ؟ قال : أخوك موسى بن عمران ] ومن تبعه من بني إسرائيل ، قلت : يا رب ! فأين أمتي ؟ قال : انظر عن يمينك ،
نلاحظ هنا أن محمد لم يرى موسى في السماوات ولا في القبر ولكنه يراه في رؤيا اشبه ما تكون بالعرض العسكري ولم يتعرف على موسى فسأل عنه فاجابه الله وليس جبريل كما كان يحدث سابقا وعرفه ان هذا هو موسى وقومه ،
وبهذه الرواية ينقض محمد المتناقض اصلا ويضع مزيدا من الاضطراب وعلامات الاستفهام التي لا حصر لها على امر واحد فقط وهو مكان موسى فمرة نجده في القبر ومرة في السماء ومرة في السماء الثالثة ومرة في سماء مجهولة ومرة في السماء السابعة ومرة في السماء السادسة ومرة يسأل عنه ومرة اخرى لا يسأل ومرة يبكي موسى حسدا لمحمد ومرة لا يبكي ومرة يعرفه ومرة لا يعرفه ومرة يسأل عنه جبريل ومرة يسأل عنه الله  ولو نظرنا الى امكنة الانبياء الاخرين فسنجد تناقضات يصعب حصرها من تغيير امكنة الانبياء في السماوات ومن الطريقة التي دخل بها محمد عليهم علما بأن كل تلك الروايات صحيحة ولو ذكرنا الضعيفة لدخلنا في بحر متلاطم من التناقضات المحمدية التي لا حصر لها ، ولكن في مفاجئة غريبة جدا يأتي محمد في رواية من اغرب ما يكون ولقد تجاهلها علماء الاسلام جهلا او عمدا ولكني اقدمها لكم كصاعقة تصعق كل الروايات السابقة وتلقي بكل الاحاديث التي رواها محمد عن الاسراء والمعراج وتضع خطا كبيرا تحت قضية الاسراء والمعراج واعتقد انها كنز عظيم لكل باحث عن الحق وهي رواية صحيحة تماما ولا مجال ابدا للتشكيك فيها والرواية موجودة في صحيح مسلم وارجو التروي والتركيز التام في قراتها :
لقد رأيتني في الحجر . وقريش تسألني عن مسراي . فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها . فكربت كربة ما كربت مثله قط . قال فرفعه الله لي أنظر إليه . ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به . وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء . فإذا موسى قائم يصلي . فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة . وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي . أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي . وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي . أشبه الناس به صاحبكم ( يعني نفسه ) فحانت الصلاة فأممتهم . فلما فرغت من الصلاة قال قائل : يا محمد ! هذا مالك صاحب النار فسلم عليه . فالتفت إليه فبدأني بالسلام ( صحيح مسلم )

هنا يذكر محمد بوضوح أنه لم يرى موسى لا في القبر ولا في السماوت ولم يرى الانبياء في السماوات ولم يكن يعرف عنهم شيئا وحينما سألته قريش عن صفة بيت المقدس وجد نفسه في ورطة كبيرة  يقول بلسانه ( فكربت كربة ما كربت مثلها قط ) فرأى كل شئ في خياله وهو في مكة بل أنه رأى نفسه مع الانبياء يقول في الحديث ( وقد رأيتني في جماعة من الانبياء ) أي انه رأى نفسه في خياله مع الانبياء وهنا رأى موسى ورأى كل الانبياء ورأى نفسه وهو يصلي بهم ،  وهذا اعتراف قاطع وواضح أن القصة كلها كانت خيال في خيال وأن الرجل كان جالسا في مكة ويرى نفسه وهو يصلي بالانبياء .
 أن هذه الرواية هي اهم رواية في القصة كلها وهي تكنس كل الروايات السابقة وتوضح الحقيقة كاملة ولذلك يتجاهل علماء المسلمين هذه الرواية بالرغم من صحتها لأنها تكشف الحقيقة وتكشف أن محمد لم يرى شيئا الا بعد ان ساله اهل مكة فرأى نفسه مع الانبياء وضع الف خط تحت كلمة رأى نفسه ،

علي سعداوي