الأحد، 28 أغسطس 2011

ذو القرنين ؟


من هو ذو القرنين ؟ في هذا البحث المختصر سنجيب عن هذا السؤال الذي ارهق المسلمين  طيلة القرون الماضية ، وسنكتشف ان السؤال كان سهلا والاجابة سهلة جدا ومع ذلك لم يتوصل اليها اي احد من المسلمين ، بدءأ من جبريل المحمدي ، ومن بعده محمد نفسه ، ومن بعده صحابته ، ومن بعده التابعين وكل علماء المسلمين ، ومن بعدهم عامة المسلمين ، فمنذ اكثر من 1400 سنة  والمسلمون يبحثون عن شخص يدعى  (ذو القرنين ) ، فمحمد وقرن محمد ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الى الان مرورا بكل القرون و كل علماء المسلمين من الفقهاء علماء التاريخ وعلماء الجغرافيا وعلماء الاجتماع ومن ورائهم تلامذتهم ثم بقية اتباعهم ومقلديهم ثم عامة المسلمين بعد ذلك ظهيرا ، وبرغم ذلك ظلو عاجزون عجزا تاما عن تحديد شخصية رجل يدعى (ذوالقرنين ) ، والاجابة على السؤال اليهودي السهل ، فهل اصبح القران معجزا لأتباعه ؟ فجعلهم عاجزين حتى عن الاجابة على سؤال يهودي بسيط جدا  !  هذا طبعا أمر غريب جدا  ،  أله وجبريل وملائكة  وافضل الرسل وصحابة وتابعين وتابعيهم علماء المسلمين وعامة المسلمين ، كل اولاءك  لم يستطيعو الاجابة على سؤال يهودي سهل ، ومازال المسلمون حتى الان سألو نفس السؤال ويقولون ويقولون ، من هو ذو القرنين ؟  اليس ذلك في غاية العجب والغرابة ،  والمدة  لم تكن ساعة ولا يوما ولا شهرا ولا سنة ً ولا عقدا ولا قرنا ، بل اكثر من 1400 سنة كاملة ، قرون وقرون ، والمسلمون يتسألون عن ذي القرنين من يكون ! بالرغم من سهولة الاجابة كما سنرى ، لكن عامة المسلمين معذورون ، فنبيهم نفسه لم يستطع الاجابة على السؤال السهل حتى مع وجود الدعم العلوي من الله وملائكته  ، وكذلك علماء المسلمين عجزو عن تحديد شخصية ذي القرنين ، والغريب انك لو سألت اي مسلم سيقول لك أن النبي اجاب اجابة وافية كافية شافية ، ثم تسأله من هو (ذو القرنين ) فسيبلغ مغرب الشمس ومطلعها ويتجاوز تلك العين الحمئة ولن ياتيك باجابة ، فمنطق المسلم يقول ( أن النبي اجاب ولكن لا توجد اجابة ) اين ذهبت الاجابة ؟ لا ندري ربما تكون دخلت مع الشمس في عين حمئة فلم تخرج منها ، او ربما ذهبت لمطلع الشمس فطلعت عليها الشمس دون ستر يسترها فانصهرت من حرارة الشمس ، او ربما بنى ذو القرنين سدا اخر ليحجز اجابة محمد فبناه من حديد ثم افرغ عليه قطرا ، فكل شئ في المنطق الاسلامي المحمدي جائز والدين المحمدي منقول وغير معقول ، ومحمد الحاشر الذي كان يقول ان رجال (يأجوج وماجوج ) ينجب كل واحد منهم الفا من البنين ، هاهو يترك اجابة عن ذي القرنين انجبت بعدها اكثر من الف اجابة ، كل اجابة منهن تنجب الف اجابة ليصبح اتباعه عاجزون عن اختيار اجابة واحدة صحيحة من بين تلك الاجابات اليأجوجية المأجوجية ، وانا لا اريد ان اذكر كل اقوال علماء المسلمين عن ذي القرنين ،لأن البحث الان صار سهلا وفي متناول الجميع ويمكن لأي شخص ان يعود لأقوالهم ويرى مدى التخبط والاضطراب والتناقض والحيرة الشديدة التي تركهم فيها محمد ، ويكفي هنا ان نلقي نظرة سريعة لأقوال اهم علماء المسلمين لتعطينا مثالا على حيرتهم ، لأننا لو اسهبنا فسنخرج بمجلد كبير يحتوي على كم رهيب من الاقوال المتضادة والمتناقضة والطريفة احيانا والمملة احيانا أخرى ، وسأقدم تفاصيل اكثر في مقالة اخرى منفردة عن ذي القرنين في كتب المسلمين وسيكون فيها العجب العجاب من الاقوال الاسلامية الاسطورية ، اما هنا فسأكتفي بما قل ودل ، وبالمدرسة السنية على وجه الخصوص ، ومن اكبر مفسري بل ومؤرخي تلك المدرسة بن كثير الذي يقول في كتابه البدايه والنهاية الجزء الثاني :
والصحيح: أنه كان ملكا من الملوك العادلين، وقيل: كان نبيا، وقيل: رسولا، وأغرب من قال: ملكا من الملائكة.
وقد حكى هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فإنه سمع رجلا يقول لآخر: يا ذا القرنين، فقال: مه ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء، حتى تسميتم بأسماء الملائكة. ذكره السهيلي
فنلاحظ من هذه الاقوال التي ينقلها بن كثير عن علماء اخرين ، أن (ذا القرنين ) ترقى من ملك عادل الى نبي الى رسول حتى اصبح ملكا من الملائكة المقربين !
ثم ينقل بن كثير عن بن عباس ان (ذا القرنين) ملكا صالحا وان (الخضر) من وزراء (ذي القرنين)
وهذه طبعا نقلة كبيرة ، ثم ينعطف بنا بن كثير انعطافة مغايرة تماما وينقل عن الازرقي وغيره من العلماء أن (ذا القرنين ) اسلم على يد ابراهيم الخليل وحج معه البيت وطاف معه واسماعيل على الكعبة ، وطبعا نحن لأول مرة نسمع عن رجل يسلم على يد ابراهيم وربما يكون الرجل الوحيد الذي اسلم على يد ابراهيم ، ثم يتغير (السيناريو )عند بن كثير  وينقل عن عبيد بن عمير وابنه عبد الله وغيرهما  أن (ذا القرنين ) حج ماشيا، وأن إبراهيم لما سمع بقدومه تلقاه، ودعا له ورضاه، وأن الله سخر لذي القرنين السحاب يحمله حيث أراد، والله اعلم
وهنا نلاحظ أن (ذا القرنين ) كان من الذين يركبون السحاب ، ثم يختم بن كثير هذه التناقضات المركزة (بل قل شديدة التركيز) يختمها بقولته والله اعلم ، ثم يدخل بعد ذلك في اسباب التسمية ومما ذكره بن كثير :قيل لأنه كان له في رأسه شبه القرنين وقيل كان له قرنان من نحاس في رأسه وقيل لأنه ملك فارس والروم وقيل لأنه بلغ قرني الشمس غربا وشرقا، وملك ما بينهما من الأرض وقيل كانت له غديرتان من شعر يطافهما، فسمي ذي القرنين وقيل دعا ملكا جبارا إلى الله فضربه على قرنه فكسره ورضه، ثم دعاه فدق قرنه الثاني فكسره، فسمي ذي القرنين وقيل دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات، فأحياه الله فدعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه الآخر، فمات فسمي ذا القرنين ، ولم يكتفي بن كثير بوضع كل هذه الاقاويل المتضاربة المتعاركة ، فهاهو يدخل بنا في دوامة الاسم فتعالو نتعرف على اسم ذي القرنين ، عن ابن عباس: كان اسمه عبد الله بن الضحاك بن معد، وقيل: مصعب بن عبد الله بن قنان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن عون بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن قحطان. أنه كان من حمير، وأمه رومية، وأنه كان يقال له ابن الفيلسوف لعقله قال السهيلي: وقيل: كان اسمه مرزبان بن مرزبة. ذكره ابن هشام. وذكر في موضع آخر أن اسمه الصعب بن ذي مرائد، وهو أول التبابعة، وهو الذي حكم لإبراهيم في بئر السبع.وقيل: إنه أفريدون بن أسفيان الذي قتل الضحاك، وفي خطبة قس: يا معشر إياد بن الصعب ذو القرنين، ملك الخافقين، وأذل الثقلين، وعمر ألفين، (يعني اذل الانس والجن وعاش 2000 سنة)
وذكر الدارقطني، وابن ماكولا أن اسمه هرمس، ويقالهرويس بن قيطون بن رومى بن لنطى بن كشلوخين بن يونان بن يافث بن نوح، فالله اعلم.
 عن قتادة، قال اسكندر: هو ذو القرنين، وأبوه أول القياصرة، وكان من ولد سام بن نوح عليه السلام، فأما ذو القرنين الثاني فهو: اسكندر بن فيلبس بن مصريم بن هرمس بن ميطون بن رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن يونة بن شرخون بن رومة بن شرفط بن توفيل بن رومي بن الأصفر بن يقز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم، الخليل كذا نسبه الحافظ ابن عساكر في تاريخه.
المقدوني اليوناني المصري باني إسكندرية، الذي يؤرخ بأيامه الروم، وكان متأخرا عن الأول بدهر طويل، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة، وكان أرطاطاليس الفيلسوف وزيره، وهو الذي قتل دارا بن دارا، وأذل ملوك الفرس، وأوطأ أرضهم  )  ونتوقف هنا عند بن كثير الذي اختار الراي الاخير بعد ذكر كثير من اقوال علماء المسلمين الذين ما تركو احتمالا الا وضعوه ، حتى أن تابعهم لا يجني من قراءة اقوالهم الا الضياع المحتوم ، فمثلهم كمثل من جاء يسأل عن زيد أين ذهب فقال له احد العلماء يقال انه اتجه جنوبا ،ويقال أنه اتجه شمالا ، ويقال انه اتجه شرقا ، ويقال انه اتجه غربا ، وفي الخامسة يقال انه بين ذلك كله ، فقال تلامذة العالم احسنت لقد اجبت اجابة مفصلة ومبينة ، أما السائل فلم يجني غير الضياع ، وهذا بالضبط ما فعله محمد باتباعه ومن بعد علماء السلمين بعامتهم ،
أما الطبري فقال اقوال كثيرة وابتدأ كلامه بقوله :
واختلف أهل العلـم فـي الـمعنى الذي من أجله قـيـل لذي القرنـين: ذو القرنـين،
وذكر اقوال كثيرة جدا ، اما الزمخشري في تفسيره فكان اكثر وضوحا واعلنها صراحة منذ البداية فكان اول ما قال :ذو القرنين: هو الإسكندر الذي ملك الدنيا. قيل: ملكها مؤمنان: ذو القرنين، وسليمان. وكافران: نمروذ، وبختنصر، ثم بعد ذلك ذكر الزمخشري تفاسير كثيرة ، أما الرازي فقال : المسألة الثانية: اختلف الناس في أن ذا القرنين من هو وذكروا فيه أقوالاً: الأول: أنه هو الاسكندر بن فيلبوس اليوناني قالوا والدليل عليه أن القرآن دل على أن الرجل المسمى بذي القرنين بلغ ملكه إلى أقصى المغرب . ثم ذكر الرازي في تفسيرات اخرى ،
اما القرطبي فاورد أن  ابن إسحٰـق: قال حدّثني من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علم ذي القرنين أن ذا القرنين كان رجلاً من أهل مصر اسمه مرزبان بن مردبة اليونانيّ من ولد يونان بن يافث بن نوح. قال ابن هشام: واسمه الإسكندر، وهو الذي بنى الإسكندرية فنسبت إليه . ثم نقل عن علي بن ابي طالب اشارته الى ان ذا القرنين نبي من الانبياء ، وقال  وقيل: هو نبي مبعوث فتح الله تعالى على يديه الأرض. وذكر الدارقطنيّ في كتاب الأخبار أن ملكاً يقال له رباقيل كان ينزل على ذي القرنين، وذلك الملك هو الذي يطوي الأرض يوم القيامة، وينقصها فتقع أقدام الخلائق كلهم بالساهرة؛   واختلف في اسم ذي القرنين وفي السبب الذي سمي به بذلك اختلافاً كثيراً؛ فأما اسمه فقيل: هو الإسكندر الملك اليوناني المقدوني، وقد تشدّد قافه فيقال: المقّدوني وقيل: اسمه هرمس. ويقال: اسمه هرديس. وقال ابن هشام: هو الصعب بن ذي يزن الحِميريّ من ولد وائل بن حمير؛ وقد تقدّم قول ابن إسحٰـق. وقال وهب بن منبه: هو رومي. وذكر الطبريّ حديثاً عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: أن ذا القرنين شابٌّ من الروم. وهو حديث واهي السّند؛ قاله ابن عطية. قال السُّهيليّ: والظاهر من علم الأخبار أنهما اثنان: أحدهما: كان على عهد إبراهيم عليه السلام، ويقال: إنه الذي قضى لإبراهيم عليه السلام حين تحاكموا إليه في بئر السبع بالشام. والآخر: أنه كان قريباً من عهد عيسى عليه السلام. وقيل: إنه أفريدون الذي قتل بيوراسب بن أرونداسب الملك الطاغي على عهد إبراهيم عليه السلام، أو قبله بزمان.
وبعد ذلك يدخل القرطبي في نفق سبب تسميته بذي القرنين ، ولن ندخل معه ذلك النفق ولكن ننتقل الى تفسير الجلالين وهنا نجد الكلام واضح جدا ومقتضب جدا وهو :اسمه الإسكندر ولم يكن نبياً  فالامر في تفسير الجلالين محسوم تماما ، ونختم بتفسير الشوكاني (فتح القدير) الذي يقول الاتي : واختلفوا في ذي القرنين اختلافاً كثيراً، فقيل: هو الإسكندر بن فيلقوس الذي ملك الدنيا بأسرها اليوناني باني الإسكندرية. وقال ابن إسحاق: هو رجل من أهل مصر، اسمه مرزبان بن مرزبة اليوناني، من ولد يونان بن يافث بن نوح؛ وقيل: هو ملك اسمه هرمس؛ وقيل: ملك اسمه هردبس؛ وقيل: شاب من الروم، وقيل: كان نبياً، وقيل: كان عبداً صالحاً وقيل: اسمه عبد الله بن الضحاك؛ وقيل: مصعب بن عبد الله، من أولاد كهلان بن سبأ. وحكى القرطبي عن السهيلي أنه قال: إن الظاهر من علم الأخبار أنهما اثنان: أحدهما: كان على عهد إبراهيم عليه السلام. والآخر: كان قريباً من عيسى عليه السلام؛ وقيل: هو أبو كرب الحميري؛ وقيل: هو ملك من الملائكة، ورجح الرازي القول الأوّل، قال: لأن من بلغ ملكه من السعة والقوّة إلى الغاية التي نطق بها التنزيل إنما هو الإسكندر اليوناني كما تشهد به كتب التاريح؛ قال: فوجب القطع بأن ذا القرنين هو الإسكندر، قال: وفيه إشكال لأنه كان تلميذاً لأرسطاطاليس الحكيم، وكان على مذهبه، فتعظيم الله إياه يوجب الحكم بأن مذهب أرسطاطاليس حق وصدق، (وهنا مربط الفرس ) وذلك مما لا سبيل إليه. قال النيسابوري: قلت: ليس كل ما ذهب إليه الفلاسفة باطلاً فلعله أخذ منهم ما صفا وترك ما كدر والله أعلم. ثم  تحدث الشوكاني عن قضية ايمان ذي القرنين وايضا سبب تسميته وسوف اكتب مقالا اكثر تفصيلا عن اقولهم فيما بعد ، فهذا الذي ذكرناه مجرد غيض من فيض ومن مدرسة واحدة بل ومن امهات كتب التفسير وتركنا كتب كثيرة ومدارس اخرى واقوال عديدة ذهب بعضها الى القول أن (ذو القرنين ) سافر الى كواكب اخرى غير كوكب الارض ، وهذا الذي ذكرناه واكتفينا به شئ تدهش منه العقول فكيف يمكن أن يصل التناقض والتضارب الى كل هذا الكم الكبير والرهيب والاختلاف كان في شئ من اكبر كبيرة الى اصغر صغيرة ، فعلماء المسلمين وضعو جبالا من الاحتمالات وما تركو احتمالا الا ووضعوه ومزقو ذهن المتابع لهم بين كل الاحتمالات، والحقيقة أنا لا الومهم لأن محمد وضعهم بعد أن وضع نفسه في ورطة كبيرة ولذلك فهم يحاولون الخروج من هذه الورطة واخراج نبيهم معه دون جدوي ، واكبر ورطة يحاولون الخروج منها هي ان كل الافعال التي ذكرها نبيهم هي افعال (الاسكندر الكبير) ، لكن الاسكندر الكبير كان وثنيا من عباد الالهة ، فكيف الخروج من هذا المأزق المحمدي الرهيب الذي سقط فيه بسبب ذكاء اليهود المعهود ، ولقد تفطن لذلك بن كثير لأنه مؤرخ وفقية في نفس الوقت ، فحدث اصطدام عنده بين التاريخ والفقه ، فلم يجد مناصا سوى الهروب من الاسكندر الكبير الى اي قرنين اخرين ، لكنه وقع في ورطة اكبر ،لأن الصفات التي ذكرها محمد لا تنطبق الا على الاسكندر الكبير ، وهو ما اعترف به الزمخشري والسيوطي وغيرهم فاعترفو ان هذا هو الاسكندر المقدوني باني الاسكندرية ولم يخترعو اسكندرا اخر كما فعل بن كثير ، ايضا في العصر الحالي تفطن الكثير من العلماء المسلمين لهذه النقطة ففعلو كما فعل بن كثير وفرو من الاسكندر الكبير فرارهم من الاسد ، ومن اهم من فعل ذلك العالم الهندي (ابو الكلام ازاد مولود1888م متوفي 1958م ) واتبعه الكثير من علماء المسلمين وقد كتب (ابو الكلام ازاد) كتابا في ذلك والغريب انه القى بكل كلام العلماء الكبار الذي ذكرناه وتخلص من كل التناقضات والاقاويل والادلة التي ساقوها ، والقى بها في سلة المهملات ،وهذا غريب على من يجعل العلماء مرجعية له ،  وقدم لنا شخصية فارسية مشهورة على انها المنقذ الوحيد والمنجا الاكيد من براثن وثنية الاسكندر الاكبر عدو التوحيد ، وهو الملك الاخميمي (قورش) فاصبح مثل المستجير من الرمضاء بالنار ، فقورش مجوسي ونحن نعرف موقف المسلمين من المجوس (فهم مازالو حتى الان يعايرون الشيعة بأنهم مجوس برغم انهم مسلمين مثلهم ) وعند المسلمين كلمة مجوسي مسبة كبيرة ، لكن في الدفاع عن محمد يمكن ان يتحول الملعون الى مبارك ، لكن قورش هنا الذي طلب منه ابوالازاد النجدة  لأنقاذ المسلمين من وثنية الاسكندر الكبيرلا يصلح أن يكون بديلا مناسبا للأسكندر ، بالرغم من زغلول النجار تشبث فيه بيديه واسنانه لينقدهم من هذه الورطة ، لأن (قورش) الذي لم يتجاوز الثلاثين من العمر لم يبلغ لا مغرب الشمس ولا مشرقها ولا يوجد اي دليل انه تجاوز بابل غربا ،بعكس الاسكندر الكبير الذي جاب البلاد شرقا وغربا ، مع ملاحظة أن الشرق والغرب في ذلك الوقت كان محدودا فليس من المتوقع أن يجتاز المحيط الاطلسي غربا ، كما أن قورش انهزم على يد السكيثيين الذين يسميهم محمد (يأجوج وماجوج ) ،  بعكس الاسكندر الكبير الذي انتصر على الجميع ، وهنا ابوالكلام الازادي بدل ان ينقذ محمد واتباعه من هذه الورطة وضع عبئا اخر على ورطة محمد فقد اصبح ذو القرنين المحمدي يفعل كل افعال الاسكندر الاكبر لكن اسمه قورش ، وبذلك تصبح هذه الشخصية القرانية (شئ يشبه البطة تماما ويمشي مثل البطة ويتكلم مثل البطة لكنه ثعلب ) والمثير ان (ابوالكلام ازاد) لم يهرب فقط من الاسكندر الكبير الى قورش العظيم ، بل انه هرب من القرأن الى التوراة ، وجعل ذلك اساسا لبحثه فهو يقول ( فكان الاتجاه السليم هو البحث عن المصدر الذي أخذ منه اليهود علمهم بهذا الشخص.. و مصدرهم الأول هو التوراة.(  وهي حيلة ذكية من ابو الكلام ازاد احييه عليها ، فابو الكلام ازاد وجد انه لا طائل ابدا من البحث عن شخصية ذي القرنين في القرأن وان كل المفسرين والباحثين في القرأن لم يتوصلو الى شخصية ذي القرنين ، وهنا علامة استفهام كبيرة وهي (اليس القرأن مبينا ؟ فلماذا سقطت هذه المقولة ؟) فابوالكلام ازاد لم يجد في اجابة محمد اي دليل يقود الى ذي القرنين ، وهنا علامة استفهام اخرى ( اين هي اجابة محمد ؟ ) وعلامة استفهام اخرى وهي (اذا كان ابو الكلام ازاد وكل علماء المسلمين من قبله ومن بعده لم يفهمو شيئاً من اجابة محمد فكيف يقولون لأهل مكة ولأحبار يهود المدينة أن محمدا اجابهم ؟ لماذا يريدون منهم فهم ما لم يستطيعو فهمه هم ؟) فماذا فعل ابو الكلام ازاد (فعل الصح ) ترك اجابة محمد الغامضة وترك البحث في القرأن وترك كل ما قاله علماء الاسلام المحمدي ، ولجأ الى التوراة لأنها بنظر ابو الكلام ازاد ستكون المنقذ الوحيد له ولنبيه وللمسلمين كافة من هذه الفوضى المحمدية العارمة ، وفي وقت قياسي تمكن من تحديد شخصية ذي القرنين وهو في نظره (الملك قورش الاخميمي) ، لكن ينبغي عليه ألان أن يجد له قرنين ليحسم الامر ، أو قل ليحبك الامر فبحث عن القرنين فوجد تمثالا لقورش العظيم وعلى راسه تاج به قرنين ، وبذلك تمكن من حل المعضلة المحمدية في وقت قياسي ، وانتهى كل شئ ، وأخذ علماء المسلمين هذا البحث بقوة ، واصبح اغلبهم الان يقول ان قورش الايراني هو نفسه ذو القرنين ، برغم انه على نفس دين القوم الذين حين غلبو الروم حزن محمد واتباعه وحين انغلبو من الروم فرح محمد واتباعه (كما جاء في سورة الروم) لأن محمد يرى ان الروم اكثر ايمانا من المجوس الكفرة ، لكن هذا المعتقد ذهب مع الريح  حين تعلق الامر بذي القرنين ، فاصبح المجوسي الكافر رجل الله الذي يكلمه الله ويتواصل معه وهذا من اعجب العجب ومن طرائف علماء المسلمين المضحكة ، كما ان التوراة التي يفتي علماء المسلمين ليل نهار بتحريفها وبطلانها وغضب محمد غضبا شديدا حتى احمّر وجهه لأن احد اصحابه اتاه بورقة صغيرة منها وقال له (لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي ) ،اصبحت الان هي الكتاب الحق الذي هدى  علماء المسلمين الى شخصية ذي القرنين بعد ان عجز القرأن عن ذلك ، والغاية تبرر الوسيلة ، لكن ابا الكلام ازاد بعد ان تجاوز كل الفتاوي الاسلامية التي تكفر المجوس ، وقفز على كل الفتاوي المحمدية بعدم البحث في كتب اليهود والنصارى ، قد اخطا خطأً كبيرا جدا وهو المزج بين افعال الاسكندر الكبير الاسطورية وبين شخصية قورش الكبير ، وبذلك بدل ان يفك العقدة المحمدية ربط عليها عقدة اخرى بعد ان مزج بين ذي القرنين القراني الاسطوري المزيف وذي القرنين التوراتي الذي سنتعرف عليه بعد قليل ، وسبب هذا الخطأ الكبير الذي وقع فيه ابوالكلام ازاد انه مزج بين السؤال اليهودي والاجابة المحمدية الخاطئة ، وهذا بسبب عقيدته في ان محمدا اجاب الاجابة الصحيحة ، وهذا خطأ كبير لا يغتفر ، لأن ما سال عنه اليهود شئ وما اجاب به محمد شئ اخر ولذلك رفض اليهود تلك الاجابة وعرفو ان ذلك الرجل لا يمكن ان يكون صادقا ناهيك عن كونه نبيا او رسولا خصوصا وان المعلومة التي عند ادنى يهودي اصح واصدق من المعلومة المحمدية الخاطئة ، (فمثلا حين يسال سال عن تونس فيجيبه المجيب بوصف الكويت ثم المؤيد للمجيب ويمزج بين تونس والكويت فتكون كارثة بكل المقاييس )  ، لذلك اقول لكل الباحثين عن ذي القرنين ولكل مقلدي ابو الكلام ازاد ، ان اهم معلومة في هذا البحث هي (أن ذو القرنين الذي سأل عنه اليهود ،ليس هو ذو القرنين الذي اجاب عنه محمد ) فهذا هو رأس البحث  ومربط الفرس، وبذلك يكون عندنا شخصيتين لن نعرفهم الا بعد ان نجيب على سؤالين ، السؤال الاول من هو ذو القرنين الذي سأل عنه اليهود ؟ والسؤال الثاني من هو ذو القرنين الذي اجاب عنه محمد الحاشر ، فاليهود سألو عن ذي القرنين ولم يحددو ان كان انسانا ام شيئا اخر ، والحديث الذي يذكر انهم سألو عن رجل طواف يطوف الارض  غير صحيح لسببين الاول ان رجال كثر طافو الارض وبذلك ستكون اي اجابة عن اي شخص صحيحة ويفقد السؤال دقته ، السبب الثاني ان القران ذكرها صراحة فقال (ويسألونك عن ذي القرنين ) وهذا واضح ودقيق ، فمن هو ذو القرنين الذي سأل عنه اليهود ؟ الاجابة نجدها واضحة جلية كتب اليهود ، فطالما السؤال يهودي لابد وأن تكون الاحابة يهودية ايضا ، وطالما الاجابة يهودية فلابد أن تكون في كتب اليهود ، هذا ما تجاوزه علماء المسلمين في رؤيا النبي  دانيال وذلك في الاصحاح الثامن لسفر دانيال ، يقول
دانيال-8-1 ((في السنة الثالثة من عهد بلشصر الملك رأيت، أنا دانيال، رؤيا بعد الرؤيا التي ظهرت لي في البداءة. 
دانيال-8-2: فرأيت في رؤياي أني في شوشان العاصمة التي بإقليم عيلام، وكنت واقفا على نهر أولاي. 
دانيال-8-3: ورفعت عيني ونظرت فإذا بكبش واقف عند النهر وله قرنان عاليان، أحدهما أعلى من الآخر، والأعلى نبت بعده. 

فالكبش صاحب القرنين ماهو الا مملكة فارس في ذلك الوقت ، فدانيال بشكل رائع ومثير للاعجاب شبه مملكة فارس بكبش له قرنان هما فارس ومادي بالملكين وهما قورش وداريوس وكانت فارس اعلى من مادي وقورش كان اقوى من داريوس (زوج ابنته وشريكه في الحكم ) ولذلك قال دانيال عن القرنين (  أحدهما أعلى من الآخر،  والأعلى نبت بعده) وهذه هي قمة الدقة والوضوح ،  ثم يضيف دانيال
 دانيال-8-4:  ورأيت الكبش ينطح نحو الغرب والشمال والجنوب، فما وقف أمامه حيوان ولا كان منقذ من يده فعمل ما يرضيه وصار عظيما. 
ويلاحظ ان دانيال ذكر الغرب والشمال والجنوب ولم يذكر الشرق ، وهذه دقة باهرة لأن مملكة فارس لم تتوسع ناحية الشرق بعد هذا الكلام، وهنا نؤكد أن المقصود بذي القرنين ماهو الا مملكة فارس ومادي وليس اسم لشخص كما ظن المنخدعون ، وكل قرن يرمز لملك مع العلم ان الرمز للملك كمنصب وليس كشخص فليس المقصود بالقرن الاول قورش كشخص ولكن لو ذهب قورش وحل مكانه اخر فسيكون هو القرن وليس قورش ولذلك فكل قرن يرمز لملك بغض النظر عن شخص ذلك الملك وهذا مهم جدا ،ولذلك حين تحير دانيال في الرؤيا جاءه الملك جبريال وقال له بكل وضوح في دانيال-8-20: الكبش الذي رأيته، وله قرنان، هو ملوك ماداي وفارس،) مع العلم ان مادي وفارس كانت مملكة واحدة  بملكين ، ويلاحظ ان جبريال لم يقل له هما قورش وداريوس ولكن ذكر انهم ملوك مادي وفارس ، كما انه لم يذكرهم كأثنين بل كجمع بقوله ملوك ، وهذه دقة عالية ،
ثم يقول دانيال  :
دا-8-5: (( وبينما أنا أتبين ما يجري، إذا بتيس معز أقبل من الغرب فسار على وجه الأرض كلها وهو لسرعته يكاد لا يمس الأرض. وكان لهذا التيس قرن بارز بين عينيه. 
دا-8-6:    فجاء إلى الكبش صاحب القرنين الذي رأيته واقفا عند النهر وهجم عليه بغضب شديد. 
دا-8-7:  ورأيته وصل إلى جانب الكبش، فمال عليه وضربه فكسر قرنيه. ولم يقدر الكبش على الوقوف أمامه، فطرحه على الأرض ورفسه، ولم يكن من ينقذه من يده
دا-8-8:  فتعاظم تيس المعز جدا، ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع من تحته أربعة قرون بارزة نحو رياح السماء الأربع.
وهنا يظهر الاسكندر الكبير وهو المقصود ( بتيس الماعز ) فمعروف تاريخيا كيف انتصر الاسكندر على فارس انتصارات مذهلة وكيف هزم داريوس واذله ، وظهور الاسكندر الكبير هنا هو الذي اربك محمد العاقب واربك علماءه من بعده ، فمن الواضح ان محمد الحاشر قد اختلط عليه الامر فذهب مع الاسكندر الكبير وظن انه هو صاحب القرنين وقد حدث ذلك بسبب قلة الامكانات العلمية عنده وكذلك بسبب ضغط الوقت الذي كان يمر دون ان ياتي بالرد على الاسئلة اليهودية اياها ،
 وتبسيطا وتوضيحا للامر نقول ان السؤال من هو ذو القرنين ؟ والاجابة هو كبش دانيال الذي يرمز لمملكة فارس ومادي وقرناه يرمزان الى ملوكهما ، انتهى الامر، ولا يحتاج الامر الى كل هذا التخبط والاضطراب من محمد الحاشر ولا من علماء المسلمين لمدة 1400 سنة هجرية ، فمحمد  لم يستطع الاجابة بالرغم انه يقول انه استعان بجبريل بل وبالله كما يقول ، ليجيب عن هذا السؤال السهل ، ولذلك ذهب الى (ذي قرنين) اخر وهو الاسكندر الكبير وجعل منه اشبه برسول يوحى اليه  ، بل انه قال في احد احاديثه الغريبة (لا أدري أتبع كان لعينا أم لا، ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا، ولا أدري ذو القرنين كان نبيا أم لا )  وهنا نلاحظ ان محمد العاقب كان في لحظة صدق نادرة مع نفسه فهو لايدري ولا يدري ولا يدري ، ثلاث مرات في جملة صغيرة ! وانا لا ادري اين جبريل ؟ ام انه هو ايضا لا يدري  فها نحن بالرغم من عدم نبوتنا الا اننا نعلم تماما ان الاسكندر الكبير لم يكن نبيا ولم يكن مؤمنا من الاساس بل كان وثنيا خالصا وما كان من المؤمنين فكيف جهل محمد الحاشر أن الاسكندر الكبير كان وثنيا بامتياز ولذلك حين تفطن علماء المسلمين لهذا الامر اصبحو في ورطة كبيرة جدا ، لأن افعال ذي القرنين في القرأن هي افعال الاسكندر الكبير ، لكن الاسكندر الكبير كان وثنيا ،فكيف يذكره محمد العاقب على انه مؤمنا بل ورسولا يوحى اليه ؟ والحقيقة ان بعضهم كان شجاعا مثل الزمخشرى والسيوطي وغيرهم فقررو انه هو الاسكندر الكبير بن فليبس ، وحسمو امرهم ، والبعض الاخر فر من الاسكندر الكبير فراره من المجذوم ،ادراكا منهم بمدى الكارثة المحمدية ، والان بعد ان عرفنا من هو ذو القرنين الحقيقي المذكور في سفر دنيال ، لابد من الفصل بين هؤلاء ونحدد لهم بشكل قاطع ونهائي وحاسم من هو (ذو القرنين) القرأني المحمدي ، ولكن لابد ان نعرف ان الاسكندر الكبير الحقيقي المذكور في كتب التاريخ ،قد جعلو منه شخصية اخرى اسطورية غير حقيقة فاصبح لدينا شخصيتين للاسكندر الكبير الشخصية الحقيقية المذكورة في كتب التاريخ وينسب له الكثير من البطولات والانتصارات ، والاسكندر الكبير الاسطوري المذكور في كتب الاساطير وينسب له الكثير من الخرافات والاساطير ، فالتفرقة بينهم في غاية الاهمية ، وهما شخصيتان لشخص واحد ، والاسكندر الكبير الاسطوري نجد اساطيره في كتاب (تاريخ الاسكندر الاكبر) للمؤلف المزيف (كاليثينس ) ، وهنا لابد أن نلاحظ ان الشخصية اسطورية وان المؤلف مزيف لندرك مدى الكارثة المحمدية الكبرى ، وبالمقارنة بين الاسكندر الكبير الاسطورة لكاليثينس المزيف ، وذي القرنين القرأني لمحمد  الحاشر ، نجد أن (ذو القرنين ) في القرأن قام بثلاث مهام كبيرة ، الاولى قيامه برحلة الى مغرب الشمس ، والثانية قيامه برحلة الى مطلع الشمس ، والثالثة قيامه ببناء السد ليحجز يأجوج ومأجوج ، والاسكندر الكبير الاسطورة في كتاب كاليثينس المزيف فعل نفس الشئ ، قام برحلة الى مغرب الشمس ، وقام برحلة الى مطلع الشمس ، وقام ببناء سد على قوم يأجوج ومأجوج ، ذو القرنين في القران في رحلته الى مغرب الشمس رأى الشمس تغرب في عين حمئة ، وكذلك الاسكندر الكبير الاسطورة رأى الشمس تغرب داخل عين ، ذو القرنين في القران في رحلته الثانية رأى الشمس تطلع على قوم لا يسترهم عنها شئ ، والاسكندر الكبير في كاليثينس المزيف رأى الشمس تطلع على قوم لا يسترهم عنها شئ ، ذو القرنين في القرأن بنى سدا من حديد ونحاس ليحجز يأجوج ومأجوج  ، وكذلك الاسكندر الكبير في كاليثينيس المزيف بنى سدا من حديد ونحاس  ليحجز قوم جوج ومأجوج ، القوم الذين حبسهم ذو القرنين في القرأن هم يأجوج ومأجوج ، والقوم الذين حبسهم الاسكندر الكبير الاسطورة في كاليثينس المزيف هم ايضا جوج ومأجوج ، (يلاحظ ان الاسم القرأني به خلل واضح )
، النتيجة أن كل افعال الاسكندر الكبير الاسطورة في كاليثينس المزيف فعلها ذو القرنين في القرأن ، فالنتيجة هي التطابق التام بين الاسكندر الكبير الاسطورة في كاليثينس المزيف وبين ذي القرنين القراني المحمدي ، هذا هو القياس الحقيقي الواضح السهل المنطقي المفهوم ، فلماذا الخداع والتدليس والهروب شرقا وغربا ، الامر سهل ومحسوم والنتيجة تطابق صارخ بين الاسكندر الاكبر الاسطوري وذو القرنين القرأني ، والاثنين ليس لهم وجود على ارض الحقيقة ، وبما ان كاليثينس المزيف هو صاحب الفكرة وله حق الملكية الفكرية ، فأننا نحكم بلا ادنى شك بأن ذو القرنين القرأني هو نسخة مزيفة من شخصية الاسكندر الكبير الاسطورية المذكورة في كتاب (تاريخ الاسكندر الكبير) للمؤلف (كاليثينس المزيف ) وهي الاخرى بدورها قصة اسطورية مزورة لكاتب مزيف ، وهي كارثة محمدية حقيقية ولتزداد الكارثة المحمدية قام محمد  بدون اي مبرر بالتصرف في القصة فجعل من الاسكندر الكبير رسولا الهيا ووليا ربانيا يوحى اليه ، بالرغم من أن الاسكندر الكبير بنفسه ومن خلال  مذكراته اعلن انه وثنيا يعبد الالهة ، كما أن كاليثينس المزيف بالرغم من كل اكاذيبه لم يتجرأ على ان يجعل من الاسكندر العظيم احد الانبياء مثلما فعل محمد بغرابة ، ايضا كاليثينس المزيف لم يخطئ في اسم جوج ومأجوج  ،لكن محمد اخطأ واضاف اليهم يا النداء فاصبحت يأجوج ومأجوج ، فوثنية الاسكندر الكبيرهي السر في الهروب الكبير لعلماء الدين المحمدي من الاسكندر الكبير ،لأنهم لما عرفو ان الاسكندرالاكبر عابد اصنام ولوه ادبارهم وفرو منه هاربين نحو قورش الكبير(المجوسي) وغيره ، حتى أن بعضهم هرب الى الفراعنة ليستنجد بهم من الاسكندر متناسيا انهم ايضا عباد اصنام ، (كالمستجير من الرمضاء بالنار ) كما انه لا يوجد احد في كل كتب التاريخ يتطابق مع ذي القرنين القراني الا الاسكندر الكبير الاسطورة وليس الاسكندر الحقيقي ، فقورش مثلا لا يوجد دليل واحد على انه تجاوز بابل غربا فما بالك بمطلع الشمس كما ان الذي يقرأ كتاب كاليثينس المزيف سيجد التطابق التام بين ذي القرنين القراني والاسكندر الكبير الاسطورة ، فلا مجال ابدا للهروب فالحق احق بالاتباع ،فذو القرنين القرأني يختلف تماما عن ذى القرنين  الدانيالي  ، فذو القرنين الدانيالي هو مملكة فارس ومادي وملوكهما ، اما ذو القرنين القرأني فهو الاسكندر الاكبر ولكن ليس الاسكندر الاكبر الحقيقي ،انما هو اسكندر اكبر مزيف اسطوري ، فهو نسخة اسطورية للاسكندر الحقيقي ، كما ان اعماله اسطورية وليست حقيقية حتى وأن كان لها اصل حقيقي مثل بوابة قزوين ، فبوابة قزوين حقيقية وقصة بناء الاسكندر الكبير لها لصد (السكثيثيين) قصة واقعية وتاريخية حقيقية ، والنسخة الاسطورية لها هي قصة بناءه للسد من اجل حبس يأجوج ومأجوج ، وهي القصة المدونة في كتاب (تاريخ الاسكندر الكبير ) لكاليثينس المنتحل ،وهي قصة اسطورية ولابد أن محمدا قد تمكن محمد من الحصول عليها لأنها مكتوبة باللغة السريانية ، ونحن نعرف ان اللغة السريانية لم تبخل على العربية بترجماتها ، خصوصا في ذلك الوقت ونحن نعرف ان حتى انجيل الطفولة المنحول قد تم اكتشاف نسخة مترجمة الى العربية بحروف عربية غير منقوطة وقد اخذ منه محمد بعض القصص عن مريم  والمسيح ، فما المانع ان يأخذ قصة الاسكندر الكبير من كتاب سرياني خصوصا واننا نعرف أن ورقة بن نوفل كان يترجم من السريانية والعبرية الى العربية ،


ختاما : قدمنا اربعة اجزاء لبحث هو في الحقيقة اطول من ذلك بكثير ولكن اختصرناه وبسطناه ومزجنا فيه بين المقالة والبحث حتى يمكن أن يستوعبه القارئ البسيط ، ومع ذلك  سنتحدث في نفس هذه الامور في مقالات اخرى بشكل اكثر تبسيطا واختصارا ليسهل استيعابها من الجميع ، ايضا سورة الكهف مايزال فيها الكثير والكثير مما سنلقي عليه الضوء في مقالات اخرى ،

طبعا متأسف لعدم ذكر المصادر لأنها كثيرة جدا وسوف تملأ الصفحة ،






صورة مخطوطة يونانية رائعة عن الاسكندر الكبير