السبت، 24 ديسمبر 2011

ورطة العين الحمئة

أنها بالفعل ورطة كبيرة جدا  تواجه العلماء المسلمين في القرأن أنها كارثة غروب الشمس في عين حمئة ، ولقد حاول العلماء المسلمون قديما وحديثا الخروج من هذه الورطة بكل الوسائل والتخلص منها بكل الطرق ولكنهم فشلو فشلا ذريعا في الخروج من العين الحمئة التي وضعهم القرأن وبالتحديد سورة الكهف فيها ، واكبر ما لديهم من حجج واعظم ما لديهم من براهين واقوى ما عندهم من دفاعات هو قولهم الوحيد اليتيم أن كلمة وجدها في اية ( وجدها تغرب في عين حمئة ) لم تكن الا مجازا وأن ذا القرنين هو الذي رأى الشمس تغرب في عين حمئة ولم يكن ذلك حقيقية ، ومثلهم الوحيد اليتيم الذي يستندون اليه قولهم أن الانسان قد يرى الشمس تغرب في البحر اثناء جلوسه على الشاطئ فيظن انها تغرب في البحر وهي ليست كذلك ،
لكن مثلهم يتبخر وقولهم يندثر حين تؤكد لهم بأن لا يوجد في الاية بحرا ولا نهرا ولا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالبحر ولا بالنهر ، فالامر يتعلق بعين حمئة ، مجرد عين صغيرة وممتلئة بالطين العفن ومن المستحيل أن يرى اي انسان الشمس تدخل داخل عين لا مجازا ولا حقيقة ولا خيالا ولا خدعة ولا ظنا ولا بأي طريقة كانت ، فلا يمكن ابدا ان يرى اي انسان الشمس تغرب داخل عين ممتلئة بالطين ، فيالها من ورطة قرأنية رهيبة .
كما ان ذا القرنين شخصية عظيمة جدا بحسب الاية ومن الواضح أنه ركب البحر مرات ومرات ولكنه لم ينخدع بغروب الشمس في البحر ابدا ، فكيف سينخدع بغروبها في عين ممتلئة بالطين العفن ؟ .
كما أن ذا القرنين وجد عند العين قوما ومعنى ذلك انه كان واقفا على العين نفسها وليس بعيدا عنها وهذا يدل على ان القرأن بقصد انه وجد الشمس تغرب داخل تلك العين اي ان الشمس تدخل في العين نفسها .
كما أن قول العلماء ان كلمة وجدها كانت مجازية يكذبه القرأن نفسه ويدحض قولهم لأن القرأن لا يذكر كلمة وجد مجازا ولا مرة واحدة فكيف يقولون انها في هذه الاية فقط كانت مجازية خصوصا وان الاية بها كلمة وجد مرتين ففي المرة الثانية يقول ووجد عندها قوما فهل قوله وجد عندها قوما كانت مجازية هي الاخرى ؟ .
ايضا أن الذي يقول أن كلمة وجدها مجازية ليس لديه دليلا واحدا على ذلك ، كما انه عاجز عجزا واضحا على ان يثبت ذلك بدليل مقنع .
أما الذي يقول أن كلمة وجدها تغرب في عين حمئة يعني رأها تغرب في عين حمئة فقوله باطل جملة وتفصيلا لأن اذا كان المتحدث هو الله فكيف يعجز عن قول رأها تغرب في عين حمئة حتى ياتي هولاء العلماء ويصححون له الجملة ؟
أنها كارثة علمية واضحة جدا وخطأَ فادحا يثبت ان هذا القرأن لا يمكن ان يكون من عند الله ابدا ، ولذلك يحاول المسلمون الهروب من هذه الاية بأي شكل حتى انهم هربو من تفسير محمد لها تفسيرا واضحا صحيحا لا شك ولا ريب فيه ولذلك سنقدم لهم تفسير محمد لهذه الاية حتى لا يحاولون اختراع التفاسير لها فأن كانو فعلا يتبعون رسولهم فعليهم باخذ تفسيره لهذه الاية وليس تجاهله كما يفعلون ،
فالاية في سورة الكهف تقول :
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )
ومحمد يؤكد تماما وبوضح تام غروب الشمس في عين عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة ، وذلك عند غروب الشمس فقال لي : يا أبا ذر هل تدرى أين تغيب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غبت الذهبي وحسنه
2: هل تدري أين تغرب هذه ؟ قلت : الله و رسوله أعلم . قال : فإنها تغرب في عين حامية صحيح ذكره الالباني في السلسلة الصحيحة
3 : عن أبي ذر قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر لربها عز وجل ساجدة تحت العرش فإذا حان خروجها أذن الله لها فتخرج فتطلع فإذا أراد أن يطلعها حيث تغرب حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غبت فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها صحيح ذكره الالباني في السلسلة الصحيحة
4: هل تدري أين تغرب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حامية صحيح سنن ابي داوود
5 : - كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، قال : يا أبا ذر ! أتدري أين تغرب الشمس ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها وتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها حتى تستشفع ، فإذا طال عليها قيل لها : اطلعي مكانك ، فذلك قوله تعالى : ? والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ?  متفق عليه البخاري ومسلم وجمع من المحدثين


فهذا كلام محمد شخصيا يؤكد أن الشمس تدخل في العين حقيقة وليس مجازا فلماذا يهرب المسلمون من تفسير رسولهم للاية ، فمحمد لم يقل أن ذا القرنين رأى ذلك مجازا بل قال وأكد أن الشمس تدخل في عين وتذهب الى عبر السماوات الى العرش وتسجد هناك حتى الصباح فتستأذن بالطلوع مرة أخرى فيؤذن لها حتى يوم القيامة حينها تستأذن فلا يؤذن لها ! فهل بعد هذا الكلام كلام ؟ وهل بعد تفسير محمد تفسير ؟
ايضا في تاريخ الطبري نجد أن الشمس لا تغرب في عين حمئة واحدة فحسب وانما تغرب في 180 عين حمئة وهو كلام ذكره الطبري عن عبدالله بن عباس حبر الامة كما يقولون ، يقول الطبري عن عباس :
ثم خلق الله للشمس عجلة من ضوء نور العرش لها ثلاثمائة وستون عروة ووكل بالشمس وعجلتها ثلاثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء الدنيا ، قد تعلق كل ملك منهم بعروة من تلك العرا ، ووكل بالقمر وعجلته ثلاثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء ، قد تعلق بكل عروة من تلك العرا ملك منهم . ثم قال : وخلق الله لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض وكنفي السماء ثمانين ومائة عين في المغرب ، طينة سوداء ، فلذلك قوله عز وجل : { وجدها تغرب في عين حمئة } إنما يعني حمأة سوداء من طين ، وثمانين ومائة عين في المشرق مثل ذلك طينة سوداء تفور غليا كغلي القدر إذا ما اشتد غليها . قال : فكل يوم وكل ليلة لها مطلع جديد ومغرب جديد ، ما بين أولها مطلعا وآخرها مغربا أطول ما يكون النهار في الصيف إلى آخرها مطلعا ، وأولها مغربا أقصر ما يكون النهار في الشتاء ، فذلك قوله تعالى : { رب المشرقين ورب المغربين } يعني : آخرها هاهنا وآخرها ثم ، وترك ما بين ذلك من المشارق والمغارب ، ثم جمعهما فقال : { برب المشارق والمغارب } فذكر عدة تلك العيون كلها
والسؤال الان هل يرفض المسلمون تفسير رسولهم للأية ؟ ولماذا يهربون من المعنى الحقيقي للأية ؟
والحقيقة التي لا ريب فيها أن هذه الخرافة موجودة في كتاب سرياني عن تاريخ الاسكندر الاكبر والمؤلف رجل كذاب منتحل يسمي نفسه ( كاليسثنيس ) ويطلق عليه ( كاليسثنيس المنتحل ) (  pseudo callisthenes )
وهذا ما جاء في كتابه بالنص
So the whole camp mounted, and Alexander and his troops went up between the fetid sea and the bright sea to the place where the sun enters the window of heaven; for the sun is the servant of the Lordand neither by night nor by day does he cease from his travelling. The place of his rising is over the sea, and the people who dwell there, when he is about to riseflee away and hide themselves in the sea, that they be not burnt by hisrays; and he passes through the midst of the heavens to the place where he enters the window of heaven; and wherever he passes there are terrible mountains, and those who dwell there have caves hollowed out in the rocksand as soon as they see the sun passing [over them], men and birds flee away from before him and hide in the caves for rocks are rent by his blazing heat and fall down, and whether they he men or beasts, as seen as the stones touch them they are consumed. And when the sun enters the window of heavenhe straightway bows down and makes obeisance before God his Creator; and he travels and descends the whole night through the heavensuntil at length he findshimself where he rises. 

وهذه ترجمة النص
ركب الإسكندر وقواته وذهبوا إلى ما بين البحر المنتن والبحر اللامع إلى المكان الذي تدخل الشمس في نافذة السماء، فالشمس خادمة الرب وهي لا تتوقف ليلا ولا نهارا عن سيرها، مكان طلوعها فوق البحر، والناس الساكنين هناك - حين تقترب الشمس من الطلوع - يهربون ويختبئون في البحر كي لا يحترقون من أشعتها ثم تعبر في وسط السماوات إلى حيث تدخل في نافذة السماء وحينما تمر من فوق الجبال العاتية فأن من يسكنون هناك لديهم كهوف مجوفة في الصخور وحين يرون الشمس تمر من فوقهم، الناس والطيور يهربون من أمامها ويختبئون في الكهوف لأن الصخور تتشقق بالحرارة الحارقة وتسقط ،وسواء البشر او الحيوانات، كل من يمس هذه الحجارة يهلك ،وحين تدخل الشمس نافذة السماء، تسجد مباشرة أمام الله خالقها وتعلن ولائها وتسير طوال الليل خلال السماوات لتعود الى حيث طلعت
ومن الواضح أن ما قاله محمد يتوافق تماما مع قاله كاليسثنيس المنتحل ، والسؤال ألان لكل مسلم يريد الحق ما هو سر هذا التوافق الغريب بين ما جاء في القرأن والحديث مع ما ذكره كاليسثنيس المنتحل مع حق الملكية الفكرية لكاليسثنيس المنتحل لأنه سبق محمد بهذه القصة الوهمية الخرافية ، ليس ذلك فحسب بل الغريب أن كل القصص التي اوردها كاليسثنيس المنتحل في كتابه ذكرها محمد في سورة الكهف وهذا يدل على ان سورة الكهف بالكامل منقولة من كاليسثنيس المزيف .
اعتقد أن الامر في غاية الوضوح فلماذا يريد المسلم خداع نفسه واقناع نفسه بالاكاذيب والخرافات والاساطير 
علي سعداوي

رابط كتاب كاليسثنيس المنتحل 


مواضيع مشابهة لنفس الكاتب 

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

غروب الشمس في 180 عين حمئة



هذا ما ذكره الطبري في كتابه تاريخ الطبري ، وتعطينا معلومات اضافية عن نظرة المسلمين الاوائل للكون
بينما ابن عباس ذات يوم جالس إذ جاءه رجل فقال : يا ابن عباس ، سمعت العجب من كعب الحبر ، يذكر في الشمس والقمر . قال : وكان متكئا فاحتفز ثم قال : وما ذاك ؟ قال : زعم أنه يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران ، فيقذفان في جنهم ، قال عكرمة : فطارت من ابن عباس شقة ووقعت أخرى غضبا ، ثم قال : كذب كعب ! كذب كعب ! كذب كعب ! ثلاث مرات ، بل هذه يهودية يريد إدخالها في الإسلام ، الله أجل وأكرم من أن يعذب على طاعته ، ألم تسمع لقول الله تبارك وتعالى : ?وسخر لكم الشمس والقمر دائبين? إنما يعني دءوبهما في الطاعة ، فكيف يعذب عبدين يثني عليهما أنهما دائبان في طاعته ؟ ! قاتل الله هذا الحبر وقبح حبريته ! ما أجرأه على الله وأعظم فريته على هذين العبدين المطيعين لله ! قال : ثم استرجع مرارا ، وأخذ عويدا من الأرض ، فجعل ينكته في الأرض ، فظل كذلك ما شاء الله ، ثم إنه رفع رأسه ورمى بالعويد فقال : ألا أحدثكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الشمس والقمر وبدء خلقهما ومصير أمرهما ؟ فقلنا : بلى رحمك الله ! فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال : إن الله تبارك وتعالى لما أبرم خلقه إحكاما فلم يبق من خلقه غير آدم خلق شمسين من نور عرشه ، فأما ما كان في سابق علمه أنه يدعها شمسا فإنه خلقها مثل الدنيا ما بين مشارقها ومغاربها ، وأما ما كان في سابق علمه أن يطمسها ويحولها قمرا ، فإنه دون الشمس في العظم ، ولكن إنما يرى صغرهما من شدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض . قال : فلو ترك الله الشمسين كما كان خلقهما في بدء الأمر لم يكن يعرف الليل من النهار ، ولا النهار من الليل ، وكان لا يدري الأجير إلى متى يعمل ، ومتى يأخذ أجره . ولا يدري الصائم إلى متى يصوم ، ولا تدري المرأة كيف تعتد ، ولا يدري المسلمون متى وقت الحج ، ولا يدري الديان متى تحل ديونهم ، ولا يدري الناس متى ينصرفون لمعايشهم ، ومتى يسكنون لراحة أجسادهم ، وكان الرب عز وجل أنظر لعباده وأرحم بهم ، فأرسل جبرئيل عليه السلام فأمر جناحه على وجه القمر - وهو يومئذ شمس - ثلاث مرات ، فطمس عنه الضوء ، وبقي فيه النور ، فذلك قوله عز وجل : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } . قال : فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخطوط فيه فهو أثر المحو . ثم خلق الله للشمس عجلة من ضوء نور العرش لها ثلاثمائة وستون عروة ووكل بالشمس وعجلتها ثلاثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء الدنيا ، قد تعلق كل ملك منهم بعروة من تلك العرا ، ووكل بالقمر وعجلته ثلاثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء ، قد تعلق بكل عروة من تلك العرا ملك منهم . ثم قال : وخلق الله لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض وكنفي السماءثمانين ومائة عين في المغرب ، طينة سوداء ، فلذلك قوله عز وجل : { وجدها تغرب في عين حمئة } إنما يعني حمأة سوداء من طين ، وثمانين ومائة عين في المشرق مثل ذلك طينة سوداء تفور غليا كغلي القدر إذا ما اشتد غليها . قال : فكل يوم وكل ليلة لها مطلع جديد ومغرب جديد ، ما بين أولها مطلعا وآخرها مغربا أطول ما يكون النهار في الصيف إلى آخرها مطلعا ، وأولها مغربا أقصر ما يكون النهار في الشتاء ، فذلك قوله تعالى : { رب المشرقين ورب المغربين } يعني : آخرها هاهنا وآخرها ثم ، وترك ما بين ذلك من المشارق والمغارب ، ثم جمعهما فقال : { برب المشارق والمغارب } فذكر عدة تلك العيون كلها . قال : وخلق الله بحرا ، فجرى دون السماء مقدار ثلاث فراسخ ، وهو موج مكفوف قائم في الهواء بأمر الله عز وجل لا يقطر منه قطرة ، والبحار كلها ساكنة ، وذلك البحر جار في سرعة السهم ثم انطلاقه في الهواء مستويا ، كأنه حبل ممدود ما بين المشرق والمغرب ، فتجري الشمس والقمر والخنس في لجة غمر ذلك البحر ، فذلك قوله تعالى : { كل في فلك يسبحون } والفلك دوران العجلة ، في لجة غمر ذلك البحر . والذي نفس محمد بيده لو بدت الشمس من ذلك البحر لأحرقت كل شيء في الأرض ، حتى الصخور والحجارة ولو بدا القمر من ذلك لافتتن أهل الأرض حتى يعبدونه من دون الله ، إلا من شاء الله أن يعصم من أوليائه . قال ابن عباس : فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! ذكرت مجرى الخنس مع الشمس والقمر ، وقد أقسم الله بالخنس في القرآن إلى ما كان من ذكرك ، فما الخنس ؟ قال : يا علي ! هن خمسة كواكب : البرجيس ، وزحل ، وعطارد ، وبهرام ، والزهرة ، فهذه الكواكب الخمسة الطالعات الجاريات ، مثل الشمس والقمر العاديات معهما ، فأما سائر الكواكب فمعلقات من السماء كتعليق القناديل من المساجد ، وهي تحوم مع السماء دورانا بالتسبيح والتقديس والصلاة لله ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإن أحببتم أن تستبينوا ذلك ، فانظروا إلى دوران الفلك مرة هاهنا ومرة هاهنا ، فذلك دوران السماء ، ودوران الكواكب معها كلها سوى هذه الخمسة ، ودورانها اليوم كما ترون ، وتلك صلاتها ، ودورانها إلى يوم القيامة في سرعة دوران الرحا من أهوال يوم القيامة وزلازله ، فذلك قوله عز وجل : { يوم تمور السماء مورا * وتسير الجبال سيرا * فويل يومئذ للمكذبين } . قال : فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلاثمائة وستون ملكا ناشري أجنحتهم ، يجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس والصلاة لله على قدر ساعات الليل وساعات النهار ليلا كان أو نهارا ، فإذا أحب الله أن يبتلي الشمس والقمر فيري العباد آية من الآيات فيستعتبهم رجوعا عن معصيته وإقبالا على طاعته ، خرت الشمس من العجلة فتقع في غمر ذلك البحر وهو الفلك ، فإذا أحب الله أن يعظم الآية ويشدد تخويف العباد وقعت الشمس كلها فلا يبقى منها على العجلة شيء ، فذلك حين يظلم النهار وتبدو النجوم ، وهو المنتهى من كسوفها . فإذا أراد أن يجعل آية دون آية وقع منها النصف أو الثلث أو الثلثان في الماء ، ويبقى سائر ذلك على العجلة ، فهو كسوف دون كسوف ، وبلاء للشمس أو للقمر ، وتخويف للعباد ، واستعتاب من الرب عز وجل ، فأي ذلك كان صارت الملائكة الموكلون بعجلتها فرقتين : فرقة منها يقبلون على الشمس فيجرونها نحو العجلة ، والفرقة الأخرى يقبلون على العجلة فيجرونها نحو الشمس ، وهم في ذلك يقرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس والصلاة لله على قدر ساعات النهار أو ساعات الليل ، ليلا كان أو نهارا ، في الصيف كان ذلك أو في الشتاء ، أو ما بين ذلك في الخريف والربيع ، لكيلا يزيد في طولهما شيء ، ولكن قد ألهمهم الله علم ذلك ، وجعل لهم تلك القوة ، والذي ترون من خروج الشمس أو القمر بعد الكسوف قليلا قليلا ، من غمر ذلك البحر الذي يعلوهما ، فإذا أخرجوها كلها اجتمعت الملائكة كلهم ، فاحتملوها حتى يضعوها على العجلة ، فيحمدون الله على ما قواهم لذلك ، ويتعلقون بعرا العجلة ، ويجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس والصلاة لله حتى يبلغوا بها المغرب ، فإذا بلغوا بها المغرب أدخلوها تلك العين ، فتسقط من أفق السماء في العين . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم وعجب من خلق الله : وللعجب من القدرة فيما لم نر أعجب من ذلك ؛ وذلك قول جبرئيل عليه السلام لسارة : { أتعجبين من أمر الله } وذلك أن الله عز وجل خلق مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ، أهل المدينة التي بالمشرق من بقايا عاد من نسل مؤمنيهم ، وأهل التي بالمغرب من بقايا ثمود من نسل الذين آمنوا بصالح ، اسم التي بالمشرق بالسريانية ( مرقيسيا ) وبالعربية ( جابلق ) واسم التي بالمغرب بالسريانية ( برجيسيا ) وبالعربية ( جابرس ) ولكل مدينة منهما عشرة آلاف باب ، ما بين كل بابين فرسخ ، ينوب كل يوم على كل باب من أبواب هاتين المدينتين عشرة آلاف رجل من الحراسة ، عليهم السلاح ، لا تنوبهم الحراسة بعد ذلك إلى يوم ينفخ في الصور ، فوالذي نفس محمد بيده لولا كثرة هؤلاء القوم وضجيج أصواتهم لسمع الناس من جميع أهل الدنيا هذه وقعة الشمس حين تطلع وحين تغرب ، ومن ورائهم ثلاث أمم ، منسك ، وتافيل ، وتاريس ، ومن دونهم يأجوج ومأجوج . وإن جبرئيل عليه السلام انطلق بي إليهم ليلة أسري بي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فدعوت يأجوج ومأجوج إلى عبادة الله عز وجل فأبوا أن يجيبوني ، ثم انطلق بي إلى أهل المدينتين ، فدعوتهم إلى دين الله عز وجل وإلى عبادته فأجابوا وأنابوا ، فهم في الدين إخواننا ، من أحسن منهم فهو مع محسنكم ، ومن أساء منهم فأولئك مع المسيئين منكم . ثم انطلق بي إلى الأمم الثلاث ، فدعوتهم إلى دين الله وإلى عبادته فأنكروا ما دعوتهم إليه ، فكفروا بالله عز وجل ، وكذبوا رسله ، فهم مع يأجوج ومأجوج وسائر من عصى الله في النار ؛ فإذا ما غربت الشمس رفع بها من سماء إلى سماء في سرعة طيران الملائكة ؛ حتى يبلغ بها إلى السماء السابعة العليا ، حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة ، وتسجد معها الملائكة الموكلون بها ، فيحدر بها من سماء إلى سماء ؛ فإذا وصلت إلى هذه السماء فذلك حين ينفجر الفجر ، فإذا انحدرت من بعض تلك العيون ، فذاك حين يضيء الصبح ، فإذا وصلت إلى هذا الوجه من السماء فذاك حين يضيء النهار . قال : وجعل الله عند المشرق حجابا من الظلمة على البحر السابع ، مقدار عدة الليالي منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم تصرم ، فإذا كان عند الغروب أقبل ملك قد وكل بالليل فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ، ثم يستقبل المغرب ؛ فلا يزال يرسل من الظلمة من خلل إصابعه قليلا قليلا وهو يراعي الشفق ، فإذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها ثم ينشر جناحيه ، فيبلغان قطري الأرض وكنفي السماء ، ويجاوزان ما شاء الله عز وجل خارجا في الهواء ، فيسوق ظلمة الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس والصلاة لله حتى يبلغ المغرب ، فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق ، فضم جناحيه ، ثم يضم الظلمة بعضها إلى بعض بكفيه ، ثم يقبض عليها بكف واحدة نحو قبضته إذا تناولها من الحجاب بالمشرق ، فيضعها عند المغرب على البحر السابع من هناك ظلمة الليل . فإذا ما نقل ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور ، وانتقضت الدنيا ، فضوء النهار من قبل المشرق ، وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب ، فلا تزال الشمس والقمر كذلك من مطالعهما إلى مغاربهما إلى ارتفاعهما ، إلى السماء السابعة العليا ، إلى محبسهما تحت العرش ، حتى يأتي الوقت الذي ضرب الله لتوبة العباد ، فتكثر المعاصي في الأرض ويذهب المعروف ، فلا يأمر به أحد ، ويفشو المنكر فلا ينهى عنه أحد . فإذا كان ذلك حبست الشمس مقدار ليلة تحت العرش ، فكلما سجدت واستأذنت من أين تطلع ؟ لم يحر إليها جواب ؛ حتى يوافيها القمر ويسجد معها ، ويستأذن من أين يطلع ؟ فلا يحار إليه جواب ، حتى يحبسهما مقدار ثلاث ليال للشمس ، وليلتين للقمر ، فلا يعرف طول تلك الليلة إلا المتهجدون في الأرض ؛ وهم حينئذ عصابة قليلة في كل بلدة من بلاد المسلمين ؛ في هوان من الناس وذلة من أنفسهم ، فينام أحدهم تلك الليلة قدر ما كان ينام قبلها من الليالي ، ثم يقوم فيتوضأ ويدخل مصلاه فيصلي ورده ، كما كان يصلي قبل ذلك ، ثم يخرج فلا يرى الصبح ، فينكر ذلك ويظن فيه الظنون من الشر ثم يقول : فلعلي خففت قراءتي ، أو قصرت صلاتي ، أو قمت قبل حيني ! قال : ثم يعود أيضا فيصلي ورده كمثل ورده ، الليلة الثانية ، ثم يخرج فلا يرى الصبح ، فيزيده ذلك إنكارا ، ويخالطه الخوف ، ويظن في ذلك الظنون من الشر ، ثم يقول : فلعلي خففت قراءتي ، أو قصرت صلاتي ، أو قمت من أول الليل ! ثم يعود أيضا الثالثة وهو وجل مشفق لما يتوقع من هول تلك الليلة ، فيصلي أيضا مثل ورده ، الليلة الثالثة ، ثم يخرج فإذا هو بالليل مكانه والنجوم قد استدارت وصارت إلى مكانها من أول الليل ، فيشفق عند ذلك شفقة الخائف العارف بما كان يتوقع من هول تلك الليلة فيستلحمه الخوف ، ويستخفه البكاء ، ثم ينادي بعضهم بعضا ، وقبل ذلك كانوا يتعارفون ويتواصلون ، فيجتمع المتهجدون من أهل كل بلدة إلى مسجد من مساجدها ، ويجأرون إلى الله عز وجل بالبكاء والصراخ بقية تلك الليلة ، والغافلون في غفلتهم ، حتى إذا ما تم لهما مقدار ثلاث ليال للشمس وللقمر ليلتين ، أتاهما جبرئيل فيقول : إن الرب عز وجل يأمركما أن ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا منها ، وأنه لا ضوء لكما عندنا ولا نور . قال : فيبكيان عند ذلك بكاء يسمعه أهل سبع سموات من دونهما وأهل سرادقات العرش وحملة العرش من فوقهما ، فيبكون لبكائهما مع ما يخالطهم من خوف الموت ، وخوف يوم القيامة . قال : فبينا الناس ينتظرون طلوعهما من المشرق إذا هما قد طلعا خلف أقفيتهم من المغرب أسودين مكورين كالغرارتين ، ولا ضوء للشمس ولا نور للقمر ، مثلهما في كسوفهما قبل ذلك ؛ فيتصايح أهل الدنيا وتذهل الأمهات عن أولادها ، والأحبة عن ثمرة قلوبها ، فتشتغل كل نفس بما أتاها . قال : فأما الصالحون والأبرار فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ ، ويكتب ذلك لهم عبادة ، وأما الفاسقون والفجار فإنه لا ينفعهم بكاؤهم يومئذ ، ويكتب ذلك عليهم خسارة . قال : فيرتفعان مثل البعيرين القرينين ، ينازع كل واحد منهما صاحبه استباقا ، حتى إذا بلغا سرة السماء ، وهو منصفهما أتاهما جبرئيل فأخذ بقرونهما ثم ردهما إلى المغرب ، فلا يغربهما في مغاربهما من تلك العيون ، ولكن يغربهما في باب التوبة . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنا وأهلي فداؤك يا رسول الله ! فما باب التوبة ؟ قال : يا عمر ! خلق الله عز وجل بابا للتوبة خلف المغرب ، مصراعين من ذهب ، مكللا بالدر والجوهر ، ما بين المصراع إلى المصراع الآخر مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع ؛ فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع الشمس والقمر من مغاربهما ، ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى صبيحة تلك الليلة إلا ولجت تلك التوبة في ذلك الباب ، ثم ترفع إلى الله عز وجل . قال معاذ بن جبل : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! وما التوبة النصوح ؟ قال : أن يندم المذنب على الذنب الذي أصابه فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه ، كما لا يعود اللبن إلى الضرع ، قال : فيرد جبرئيل بالمصراعين فيلأم بينهما ويصيرهما كأنه لم يكن فيما بينهما صدع قط ، فإذا أغلق باب التوبة لم يقبل بعد ذلك توبة ، ولم ينفع بعد ذلك حسنة يعلمها في الإسلام إلا من كان قبل ذلك محسنا ، فإنه يجري لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجري قبل ذلك ، قال : فذلك قوله عز وجل : ?يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا? . فقال أبي بن كعب : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! فكيف بالشمس والقمر بعد ذلك ! وكيف بالناس والدنيا ؟ فقال : يا أبي ! إن الشمس والقمر بعد ذك يكسيان النور والضوء ، ويطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك ، وأما الناس فإنهم نظروا إلى ما نظروا إليه من فظاعة الآية ، فيلحون على الدنيا حتى يجروا فيها الأنهار ، ويغرسوا فيها الشجر ، ويبنوا فيها البنيان ، وأما الدنيا فإنه لو أنتج رجل مهرا لم يركبه من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى يوم ينفخ في الصور . فقال حذيفة بن اليمان : أنا وأهلي فداؤك يا رسول الله ! فكيف هم عند النفخ في الصور ؟ ! فقال : يا حذيفة ! والذي نفس محمد بيده ، لتقومن الساعة ولينفخن في الصور والرجل قد لط حوضه فلا يسقى منه ، ولتقومن الساعة والثوب بين الرجلين فلا يطويانه ، ولا يتبايعانه . ولتقومن الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه فلا يطعمها ، ولتقومن الساعة والرجل قد انصرف بلبن لقحته من تحتها فلا يشربه ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ?وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون? . فإذا نفخ في الصور ، وقامت الساعة ، وميز الله بين أهل الجنة وأهل النار ولما يدخلوهما بعد ، إذ يدعو الله عز وجل بالشمس والقمر ، فيجاء بهما أسودين مكورين قد وقعا في زلزال وبلبال ، ترعد فرائصهما من هول ذلك اليوم ومخافة الرحمن ، حتى إذا كانا حيال العرش خرا لله ساجدين ؛ فيقولان : إلهنا قد علمت طاعتنا ودءوبنا في عبادتك ، وسرعتنا للمضي في أمرك أيام الدنيا ، فلا تعذبنا بعبادة المشركين إيانا ، فإنا لم ندع إلى عبادتنا ، ولم نذهل عن عبادتك ! قال : فيقول الرب تبارك وتعالى : صدقتما ، وإني قضيت على نفسي أن أبدئ وأعيد ، وإني معيدكما فيما بدأتكما منه ، فارجعا إلى ما خلقتما منه ، قالا : إلهنا ومم خلقتنا ؟ قال : خلقتكما من نور عرشي فارجعا إليه . قال : فليتمع من كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار نورا ، فتختلط بنور العرش . فذلك قوله عز وجل : ?يبدئ ويعيد? . قال عكرمة : فقمت مع النفر الذين حدثوا به ، حتى أتينا كعبا فأخبرناه بما كان من وجد ابن عباس من حديثه ، وبما حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقام كعب معنا حتى أتينا ابن عباس ، فقال : قد بلغني ما كان من وجدك من حديثي ، وأستغفر الله وأتوب إليه ، وإني إنما حدثت عن كتاب دارس قد تداولته الأيدي ، ولا أدري ما كان فيه من تبديل اليهود ، وإنك حدثت عن كتاب جديد حديث العهد بالرحمن عز وجل وعن سيد الأنبياء وخير النبيين ، فأنا أحب أن تحدثني الحديث فأحفظه عنك ، فإذا حدثت به كان مكان حديثي الأول . قال عكرمة : فأعاد عليه ابن عباس الحديث ، وأنا أستقريه في قلبي بابا بابا ، فما زاد شيئا ولا نقص ، ولا قدم شيئا ولا أخر ، فزادني ذلك في ابن عباس رغبة ، وللحديث حفظ

الأحد، 20 نوفمبر 2011

مشاهد اسلامية 1



المشهد الاول :
محمد يأمر بقتل الاسير عقبة بن ابي معيط فيقول له عقبة من للصبية يا محمد ؟ اي لو قتلتني فمن لأطفالي ؟ فأجابه محمد بأن لهم النار ! يقول الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد
نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا قال من للصيبة يا رسول الله قال النار

المشهد الثاني :
معاوية بن ابي سفيان يقبض على محمد بن ابي بكر الصديق وهو مصاب وقد لجأ الى خربة ليختفي فيها وبالرغم انه كاد أن يموت من العطش الا انه رفض رفضا تاما ان يسقيه شربة ماء ثم قتله ووضعه في بطن حمار واحرقه بالنار يقول بن كثير :
ثم قاتل حتى قتل وتفرق أصحاب محمد بن أبي بكر عنه ورجع يمشي فرأى خربة فآوى إليها ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر وذهب معاوية بن خديج في طلب محمد بن أبي بكر فمر بعلوج في الطريق فقال لهم: هل مر بكم أحد تستنكرونه؟
قالوا: لا!.
فقال رجل منهم: إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة.
فقال: هو هو ورب الكعبة: فدخلوا عليه فاستخرجوه منها - وقد كاد يموت عطشا - فانطلق أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص - وكان قد قدم معه إلى مصر - فقال: أيقتل أخي صبرا؟
فبعث عمرو بن العاص إلى معاوية بن خديج أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر ولا يقتله.
فقال معاوية: كلا والله، أيقتلون كنانة بن بشر وأترك محمد بن أبي بكر، وقد كان ممن قتل عثمان وقد سألهم عثمان الماء، وقد سألهم محمد بن أبي بكر أن يسقوه شربة من الماء.
فقال معاوية: لا سقاني الله إن سقيتك قطرة من الماء أبدا، إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما فتلقاه الله بالرحيق المختوم.
وقد ذكر ابن جرير وغيره: أن محمد بن أبي بكر نال من معاوية بن خديج هذا ومن عمرو بن العاص، ومن معاوية، ومن عثمان بن عفان أيضا، فعند ذلك غضب معاوية بن خديج فقدمه فقتله ثم جعله في جيفة حمار فأحرقه بالنار.
فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا وضمت عياله إليها، وكان فيهم ابنه القاسم وجعلت تدعو على معاوية وعمرو بن العاص دبر الصلوات.
المشهد الثالث :
ثوار ليبيا يقبضون على معمر القذافي وبعد ان وقع في ايديهم اسيرا يقوم الثوار باهانته اهانة شديدة جدا ثم يقومون بنتف شعر رأسه حتى ظهرت صلعته ثم غرسو سكينا كبيرا في مؤخرته واخذو يعذبونه حتى لفظ انفاسه كل ذلك وهم يصيحون بصيحات الله اكبر

علي سعداوي 

السبت، 19 نوفمبر 2011

من خرافات اهل السنة 4 سليمان والشياطين


قدمنا سلسلة من المقالات تتحدث عن الخرافات التي رواها بن كثير في تفسيره ، علما بأن كل هذه الخرافات استخرجناها من تفسير اية واحدة فقط ، وهذا دليل على مدى امتلاء كتب اهل السنة بالخرافات فأية واحدة فقط استخرجنا من تفسيرها الكثير من الخرافات واحتاجت الي العديد من المقالات مع العلم اننا اخذنا ذلك من عالم واحد فقط من علماء اهل السنة ولو اخذنا من تفسير الطبري والقرطبي والبغوي لوجدنا بحرا متلاطم الامواج من الخرافات والاساطير ، الان نواص هذه السلسلة ونستخرج من نفس الكتاب لنفس العالم ومن تفسيره لنفس الاية خرافة اخرى من خرافات اهل السنة التي لا تعد ولا تحصى وساترك التعليق على تلك الخرافة للقارئ وليحكم عليها بنفسه
يقول بن كثير في تفسيره للاية رقم 102 من سورة البقرة :
 ال العوفي في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى" واتبعوا ما تتلو الشياطين " الآية وكان حين ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن والإنس واتبعوا الشهوات فلما أرجع الله إلى سليمان ملكه وقام الناس على الدين كما كان وإن سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه وتوفي سليمان عليه السلام حدثان ذلك فظهر الإنس والجن على الكتب بعد وفاة سليمان وقالوا هذا كتاب من الله نزل على سليمان فأخفاه عنا فأخذوا به فجعلوه دينا فأنزل الله تعالى " ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم " الآية واتبعوا الشهوات التي كانت تتلو الشياطين وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان آصف كاتب سليمان وكان يعلم الاسم الأعظم وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا وكفرا وقالوا هذا الذي كان سليمان يعمل بها . قال : فأكفره جهال الناس وسبوه ووقف علماء الناس فلم يزل جهال الناس يسبونه حتى أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " وقال ابن جرير : حدثني أبو السائب سلمة بن جنادة السوائي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان سليمان عليه السلام إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يأتي شيئا من نسائه أعطى الجرادة وهي امرأته خاتمه فلما أراد الله أن يبتلي سليمان عليه السلام بالذي ابتلاه به أعطى الجرادة ذات يوم خاتمه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال هاتي خاتمي فأخذه ولبسه فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والإنس . قال فجاءها سليمان فقال لها هاتي خاتمي فقالت كذبت لست سليمان قال فعرف سليمان أنه بلاء ابتلي به . قال فانطلقت الشياطين فتكتبت في تلك الأيام كتبا فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أخرجوها وقرءوها على الناس وقالوا إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب قال : فبرئ الناس من سليمان وكفروه حتى بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - فأنزل عليه " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا" ثم قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن عمران وهو ابن الحارث قال : بينما نحن عند ابن عباس رضي الله عنهما إذ جاء رجل فقال له من أين جئت قال من العراق قال من أيه ؟ قال من الكوفة قال فما الخبر ؟ قال تركتهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم ففزع ثم قال ما تقول لا أبا لك ؟ لو شعرنا ما نكحنا نساءه وقسمنا ميراثه أما إني سأحدثكم عن ذلك إنه كانت الشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها فإذا جرت منه وصدق كذب معها سبعين كذبة قال فتشربها قلوب الناس قال فأطلع الله عليها سليمان عليه السلام فدفنها تحت كرسيه فلما توفي سليمان عليه السلام قام شيطان الطريق فقال هل أدلكم على كنزه الممنع الذي لا كنز له مثله ؟ تحت الكرسي . فأخرجوه فقال هذا سحر فتناسخا الأمم حتى بقاياها ما يتحدث به أهل العراق فأنزل الله عز وجل " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " الآية وروى الحاكم في مستدركه عن أبي زكريا العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير به وقال السدي في قوله تعالى " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان " أي على عهد سليمان قال كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتقعد منها مقاعد للسمع فيستمعون من كلام الملائكة ما يكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر فيأتون الكهنة فيخبرونهم فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا فلما أمنتهم الكهنة كذبوا لهم وأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب وفشا ذلك في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق وقال لا أسمع أحدا يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه فلما مات سليمان وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان وخلف من بعد ذلك خلف تمثل الشيطان في صورة إنسان ثم أتى نفرا من بني إسرائيل فقال لهم هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا قالوا نعم قال فاحفروا تحت الكرسي فذهب معهم وأراهم المكان وقام ناحيته فقالوا له : فادن فقال لا ولكنني هاهنا في أيديكم فإن لم تجدوه فاقتلوني فحفروا فوجدوا تلك الكتب : فلما أخرجوها قال الشيطان إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر ثم طار وذهب . وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرا واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب فلما جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - خاصموه بها فذلك حين يقول الله تعالى " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " وقال الربيع بن أنس إن اليهود سألوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - زمانا عن أمور من التوراة لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله سبحانه وتعالى ما سألوه عنه فيخصمهم فلما رأوا ذلك قالوا هذا أعلم بما أنزل الله إلينا منا وإنهم سألوه عن السحر وخاصموه فأنزل الله عز وجل " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " وإن الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر والكهانة وما شاء الله من ذلك فدفنوه تحت كرسي مجلس سليمان وكان عليه السلام لا يعلم الغيب فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر وخدعوا الناس وقالوا هذا علم كان سليمان يكتمه ويحسده الناس عليه فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث فرجعوا من عنده وقد خرجوا وقد أدحض الله حجتهم . وقال مجاهد في قوله تعالى " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان" قال كانت الشياطين تستمع الوحي فما سمعوا من كلمة زادوا فيها مائتين مثلها فأرسل سليمان عليه السلام إلى ما كتبوا من ذلك فلما توفي سليمان وجدته الشياطين وعلمته للناس وهو السحر وقال سعيد بن جبير : كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر فيأخذه منهم فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه فدنت إلى الإنس فقالوا لهم أتدرون ما العلم الذي كان سليمان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك ؟ قالوا نعم قالوا فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه فاستثار به الإنس واستخرجوه وعملوا به فقال أهل الحجاز كان سليمان يعمل بهذا وهذا سحر فأنزل الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - براءة سليمان عليه السلام فقال تعالى " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " وقال محمد بن إسحاق بن يسار : عمدت الشياطين حين عرفت موت سليمان بن داود عليه السلام فكتبوا أصناف السحر من كان يحب أن يبلغ كذا وكذا فليفعل كذا وكذا حتى إذا صنفوا أصناف السحر جعلوه في كتاب ثم ختموه بخاتم على نقش خاتم سليمان وكتبوا في عنوانه : هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم . ثم دفنوه تحت كرسيه واستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل حتى أحدثوا ما أحدثوا فلما عثروا عليه قالوا والله ما كان ملك سليمان إلا بهذا فأفشوا السحر في الناس فتعلموه وعلموه فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود لعنهم الله

علي سعداوي

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

من خرافات اهل السنة3: أمرأة تسافر على ظهر كلب اسود


    ذكرنا في المقال السابق بعض من خرافات اهل السنة التي لا حصر لها ، وكانت الخرافة من تفسير بن كثير وهو من اهم كتب التفسير عند اهل السنة وبن كثير من اهم علماءهم وقد ذكرنا له مجموعة من الخرافات من تفسيره للأية رقم 102 من سورة البقرة وعلى الرغم من كل ما اظهرناه من خرافات بثها بن كثير في تفسيره لأية واحد فقط الا ان خرافات بن كثير لم تنتهي في تفسيره لتلك الاية وها نحن نظهر له خرافة اخرى من خرافاته في تفسيره لنفس الاية فيقول بن كثير :
    وقد ورد في ذلك أثر غريب وسياق عجيب في ذلك أحببنا أن ننبه عليه قال : الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله تعالى : أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : قدمت علي امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته حداثة ذلك تسأله أشياء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به وقالت : عائشة رضي الله عنها لعروة : يا ابن أختي فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيشفيها فكانت تبكي حتى إني لأرحمها وتقول : إني أخاف أن أكون قد هلكت : كان لي زوج فغاب عني فدخلت على عجوز فشكوت ذلك إليها فقالت : إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر فلم يكن شيء حتى وقفنا ببابل وإذا برجلين معلقين بأرجلهما فقالا ما جاء بك ؟ قلت : نتعلم السحر فقالا : إنما نحن فتنة فلا تكفري فارجعي فأبيت وقلت : لا قالا : فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت ففزعت ولم أفعل فرجعت إليهما قالا : أفعلت ؟ فقلت : نعم فقالا : هل رأيت شيئا ؟ فقلت : لم أر شيئا فقالا . لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فألببت وأبيت فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت فاقشعررت وخفت ثم رجعت إليهما وقلت : قد فعلت فقالا : فما رأيت ؟ فقلت : لم أر شيئا فقالا : كذبت لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك فألببت وأبيت فقالا : اذهبي إلى التنور فبولي فيه فذهبت إليه فبلت فيه فرأيت فارسا مقنعا بحديد خرج مني فذهب في السماء وغاب حتى ما أراه فجئتهما فقلت : قد فعلت فقالا : فما رأيت ؟ قلت : رأيت فارسا مقنعا خرج مني فذهب في السماء حتى ما أراه فقالا : صدقت ذلك إيمانك خرج منك . اذهبي فقلت للمرأة : والله ما أعلم شيئا وما قالا لي شيئا فقالت : بلى لم تريدي شيئا إلا كان خذي هذا القمح فابذري فبذرت وقلت : اطلعي فأطلع وقلت : احقلي فأحقلت ثم قلت : افركي فأفركت ثم قلت : ايبسي فأيبست ثم قلت : اطحني فأطحنت ثم قلت : اخبزي فأخبزت فلما رأيت أني لا أريد شيئا إلا كان سقط في يدي وندمت والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئا ولا أفعله أبدا ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن سليمان به مطولا كما تقدم وزاد بعد قولها ولا أفعله أبدا فسألت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حداثة وفاة رسول الله وهم يومئذ متوافرون فما دروا ما يقولون لها وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه إلا أنه قد قال لها ابن عباس أو بعض من كان عنده لو كان أبواك حيين أو أحدهما . قال هشام : فلو جاءتنا أفتيناها بالضمان

    لا تعليق فالخرافة تتحدث عن نفسها

    علي سعداوي

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

من خرافات اهل السنة:2 الملائكة تشرك وتقتل وتزني


دائما ما يقوم أهل السنة بمهاجمة الطوائف الاخرى مثل الشيعة والصوفية ويتهمون تلك الطوائف بأنهم ينشرون الاكاذيب والخرافات ، وان كان صحيحا أن لدى الطوائف الاخرى الكثير من الاكاذيب والخرافات الا أن الباحث في كتب اهل السنة يجد أن الخرافات والاكاذيب والاساطير مكدسة في كتبهم أكثر من كتب أي طائفة اخرى او اي مذهب أخر او حتى اي دين اخر ، ولو بذل ابناء الطائفة الشيعية ادنى مجهود في البحث في كتب اهل السنة لوجدو ما يدافعون به عن طائفتهم ويصدون به هجوم اهل السنة بل ويضعوهم دائما في موقع المدافع عن نفسه ، وانا بصفتي سني (سابقا) ودارس لكتب اهل السنة بشئ من التفاصيل استطيع اخراج  الخرافات والاساطير من كتب اهل السنة بما لا يخطر على بال اهل السنة ولا حتى الشيعة ، علما بان تلك الخرافات ليست في كتب هامشية او غير معترف بها بل هي في اهم الكتب لدى اهل السنة ويدونها اهم علماءهم ، ولقد ذكرنا سابقا خرافة من تفسير البغوي وقلنا ان البغوي من اهم علماء اهل السنة والجماعة وان الخرافة مأخوذة من اهم كتبه وهو تفسير البغوي للقران وكانت الخرافة تتحدث عما دار من حديث بين هدهد سليمان وهدهد بلقيس وتدخل العقاب في الامر ....الخ وكانت خرافة في منتهى الغرابة والطرافة وقد ذكرناه تحت عنوان ( عنفير ويعفور ) والان سنستخرج من كتاب اخر من اهم كتب اهل السنة والجماعة وهو تفسير ابن كثير الذي يعد اهم التفاسير لدى اهل السنة وهو للعلامة ابن كثير الذي يعد من اهم واكبر علماء اهل السنة ولا احتاج لاثبات ذلك لأن ذلك امرا معروفا لدى كل ابناء اهل السنة ،
ففي تفسير ابن كثير للاية رقم 102 من سورة البقرة  .
وقال : ابن أبي حاتم أخبرنا أبي أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا عبد الله يعني ابن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو ويونس بن خباب عن مجاهد قال كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه انظر هل طلعت الحمراء لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله هي صاحبة الملكين قالت الملائكة يا رب كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام وينتهكون محارمك ويفسدون في الأرض . قال إني ابتليتهم فلعل إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون قالوا لا قال : فاختاروا من خياركم اثنين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما إني مهبطكما إلى الأرض وعاهد إليكما أن لا تشركا ولا تزنيا ولا تخونا فأهبطا إلى الأرض وألقى عليهما الشهوة وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة فتعرضت لهما فراوداها عن نفسها فقالت إني على دين لا يصح لأحد أن يأتيني إلا من كان على مثله قالا : وما دينك قالت المجوسية قالا : الشرك هذا شيء لا نقربه فمكثت عنهما ما شاء الله تعالى . ثم تعرضت لهما فراوداها عن نفسها فقالت ما شئتما غير أن لي زوجا وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح فإن أقررتما لي بديني وشرطتما لي أن تصعدا بي إلى السماء فعلت فأقرا لها بدينها وأتياها فيما يريان ثم صعدا بها إلى السماء فلما انتهيا بها إلى السماء اختطفت منهما وقطعت أجنحتهما فوقعا خائفين نادمين يبكيان وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين فإذا كان يوم الجمعة أجيب . فقالا : لو أتينا فلانا فسألناه فطلب لنا التوبة فأتياه فقال : رحمكما الله كيف يطلب التوبة أهل الأرض لأهل السماء قالا : إنا قد ابتلينا قال ائتياني يوم الجمعة فأتياه فقال : ما أجبت فيكما بشيء ائتياني في الجمعة الثانية فأتياه فقال : اختارا فقد خيرتما إن اخترتما معافاة الدنيا وعذاب الآخرة وإن أحببتما فعذاب الدنيا وأنتما يوم القيامة على حكم الله فقال أحدهما إن الدنيا لم يمض منها إلا القليل. وقال الآخر ويحك إني قد أطعتك في الأمر الأول فأطعني الآن إن عذابا يفنى ليس كعذاب يبقى. فقال إننا يوم القيامة على حكم الله فأخاف أن يعذبنا قال لا : إني أرجو إن علم الله أنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة أن لا يجمعهما علينا قال : فاختارا عذاب الدنيا فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار عاليهما سافلهما - وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر - وقد تقدم في رواية ابن جرير من حديث معاوية بن صالح عن نافع عنه رفعه وهذا أثبت وأصح إسنادا ثم هو والله أعلم 
الملاحظة الاولى في هذه الرواية أن المتحدث هو الصحابي المعروف عبدالله بن عمر وهو بن عمر بن الخطاب ،
الملاحظة الثانية : وهي ملاحظة هامة جدا وتعطينا معلومة مهمة عن نظرة الصحابة للفلك والكون وهي ان عبدالله بن عمر يتحدث عن كوكب الزهرة كان في اصله أمرأة جميلة اغوت ملائكة الله فسخطها الله وحولها الى كوكب في السماء وهو المسمى الزهرة ، طبعا من المستحيل أن يكون ذلك الكوكب في اصله أمراة على الاقل بسبب كبر حجم الكوكب لصغر حجم المرأة ولكن هذا يعطينا انطباعا واضحا عن نظرة الصحابة للكون ولا يمكن أن تخالف نظرة عبد الله بن عمر نظرة محمد ، ولذلك ذكر بن كثير رواية تؤكد ذلك في تفسيره للاية فيقول :وقال أبو جعفر بن جرير رحمه الله حدثنا القاسم أخبرنا الحسين وهو سنيد بن داود صاحب التفسير أخبرنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال سافرت مع ابن عمر فلما كان من آخر الليل قال يا نافع انظر طلعت الحمراء ؟ قلت لا مرتين أو ثلاثا ثم قلت قد طلعت قال لا مرحبا بها ولا أهلا قلت سبحان الله نجم مسخر سامع مطيع . قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ومن الغريب ان يغضب الله على احد فيحوله الى كوكب عظيم في السماء ويخلد ذكراه الى ابد الابدين !
الملاحظة الثالثة : بعد أن نتجاوز حوار الله مع الملائكة نلاحظ اسماء الملكين ( هاروت وماروت ) ومدى اختلاف اسميها عن اسماء بقية الملائكة .
الملاحظة الرابعة في هذه القصة هي أن الزهرة ديانتها مجوسية  مع التنويه بأن الزهرة في هذه القصة هبطت من السماء من اجل اغواء الملكين ثم عادت ولكن في الروايات الاخرى كما سنرى أن الزهرة في اصلها أمرأة سخطها الله الى كوكب اثناء صعودها في السماء .
الملاحظة الخامسة : أن الملكين رفضا اعتناق دين الزهرة ولكنهما اقراها على دينها وصعدا بها الى السماء
الملاحظة السادسة : حين وصلا الملكين الى السماء اختطفت منهم الزهرة ثم قام احد ما من قبل الله بتقطيع اجنحة الملكين فسقطا على الارض ، وهو طبعا قول مضحك جدا ومثير للسخرية ويدل على أن نظرة الصحابة للملائكة تشابه نظرتهم للطيور .
الملاحظة السابعة : ان الملكين ذهبا الى احد الاشخاص من اهل الارض فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة فاختارا الاول ، ولكن لا ندري ما اهمية هذا الشخص حتى يقوم بتخيير الملكين بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ؟
الملاحظة الثامنة : أن الملكين الان ( في بكرات من حديد في قليب مملوء من نار عاليهما سافلهما ) طبعا وصف للعذاب يطغى عليه الخيال البدوي .

هذه رواية واحدة من تفسير بن كثير للاية رقم 102 من سورة البقرة واذا ما اكملنا ما يرويه بن كثير في تفسيره لهذه الاية فسنجد أن الغرائب والمتناقضات لا حصر لها فالرواية السابقة ذكرها بن كثير عن عبد الله بن عمر لكنه يذكرها بطريقة اخرى عن عبد الله بن عمر عن محمد نفسه فيقول بن كثير :

 ذكر الحديث الوارد في ذلك إن صح سنده ورفعه وبيان الكلام عليه " قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في مسنده أخبرنا يحيى بن بكير حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أي رب " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون " قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا . وهكذا رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن الحسن عن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن بكير -
نلاحظ في هذه الرواية عن محمد ان المرأة طلبت من الملكين ان ينطقا بكلمة الشرك فرفضا ثم طلبت منهما ان يقتلا صبيا فرفضا ثم طلبت منهما ان يشربا الخمر فقبلا فلما شربا الخمر فعلا كل المنكرات فلما افاقا اخبرتهما المرأة بما فعلا فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ويلاحظ التناقضات مع الرواية السابقة ولأكثار التناقضات نأخذ هذه الرواية من بن كثير ، قال :
وأقرب ما ورد في ذلك ما قال ابن أبي حاتم أخبرنا عصام بن رواد أخبرنا آدم أخبرنا أبو جعفر حدثنا الربيع بن أنس عن قيس بن عباد عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : لما وقع الناس من بعد آدم عليه السلام فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر بالله قالت الملائكة في السماء يا رب هذا العالم الذي إنما خلقتهم لعبادتك وطاعتك قد وقعوا فيما وقعوا فيه وركبوا الكفر وقتل النفس وأكل المال الحرام والزنا والسرقة وشرب الخمر فجعلوا يدعون عليهم ولا يعذرونهم فقيل إنهم في غيب فلم يعذروهم فقيل لهم اختاروا من أفضلكم ملكين آمرهما وأنهاهما فاختاروا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض وجعل لهما شهوات بني آدم وأمرهما الله أن يعبداه ولا يشركا به شيئا ونهيا عن قتل النفس الحرام وأكل المال الحرام وعن الزنا والسرقة وشرب الخمر فلبثا في الأرض زمانا يحكمان بين الناس بالحق وذلك في زمن إدريس عليه السلام وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب وأنهما أتيا عليها فخضعا لها في القول وأراداها على نفسها فأبت إلا أن يكونا على أمرها وعلى دينها فسألاها عن دينها فأخرجت لهما صنما فقالت : هذا أعبده فقالا : لا حاجة لنا في عبادة هذا فذهبا فعبرا ما شاء الله ثم أتيا عليها فأراداها على نفسها ففعلت مثل ذلك فذهبا ثم أتيا عليها فأراداها على نفسها فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم. قالت : لهما اختارا أحد الخلال الثلاث إما أن تعبدا هذا الصنم وإما أن تقتلا هذه النفس وأما أن تشربا هذه الخمر فقالا : كل هذا لا ينبغي وأهون هذا شرب الخمر فشربا الخمر فأخذت فيهما فواقعا المرأة فخشيا أن تخبر الإنسان عنهما فقتلاها فلما ذهب عنهما السكر وعلما ما وقعا فيه من الخطيئة أرادا أن يصعدا إلى السماء فلم يستطيعا وحيل بينهما وبين ذلك وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه فعجبوا كل العجب وعرفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض فنزل في ذلك " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض " فقيل لهما اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فقالا أما عذاب الدنيا فإنه ينقطع ويذهب وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له فاختارا عذاب الدنيا فجعلا ببابل فهما يعذبان   وقد رواه الحاكم في مستدركه مطولا عن أبي زكريا العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن راهويه عن حكام بن سلم الرازي وكان ثقة عن أبي جعفر الرازي به : ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه فهذا أقرب ما روي في شأن الزهرة والله أعلم .
في هذه الرواية نلاحظ كثرة التناقضات مع الروايات السابقة فمثلا في المرة الاولى كانت المرأة كوكبا ثم اصبحت امراة ثم عادت امرأة اما هذه الرواية فكانت أمراة تشبه في حسنها حسن الزهرة على سائر الكواكب ، كما أن ديانة المرأة كانت في الرواية الاولى مجوسية وفي هذه الرواية كانت تعبد صنما ، ايضا في الرواية الاولى طلبت المرأة من الملكين اقرارها على دينها ويصعدا بها الى السماء ، وفي هذه الرواية خيرتهم بين ثلاث خيارات وهم عبادة الصنم او قتل النفس او شرب الخمر ، ايضا في الرواية الاولى اقرا بدين المرأة وصعدا معها ، وفي هذه الرواية شربا الخمر ثم فعلا بقية المنكرات ، ايضا في الرواية الاولى صعدا بالمرأة وفي هذه الرواية قتلاها وفي رواية اخرى قتلا الصبي وفي رواية اخرى قتلا ابن الجيران وفي رواية اخرى لم يقتلا احد ، ايضا في الرواية الاولى صعدا الى السماء ، وفي هذه الرواية حاولا الصعود فلم يستطيعا ، وفي الرواية الاولى ذهبا لأحد ما ( مجهول ) فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ، وفي رواية قيل لهما اختارا ، وفي رواية اخرى هبط عليهم احد الملائكة ، وهكذا التناقضات تتكاثر بشكل غريب جدا ومازالت فسنلاحظ في الروايات القادمة التناقضات حتى عن اسم المرأة ، فمرة اسمها مناهية ومرة اسمها الزهرة وبيدخت واناهيد ، والتناقضات تستمر عن كيفية اغوائها للملكين وكيفية صعودها وكيفية مسخها كوكبا وايضا في كل ما يتعلق بالملكين ،
واليكم هذه الرواية من نفس الكتاب
وقال ابن أبي حاتم أخبرنا أبي أخبرنا سلم أخبرنا القاسم بن الفضل الحذائي أخبرنا يزيد يعني الفارسي عن ابن عباس أن أهل سماء الدنيا أشرفوا على أهل الأرض فرأوهم يعملون المعاصي فقالوا : يا رب أهل الأرض كانوا يعملون بالمعاصي فقال الله أنتم معي وهم في غيب عني فقيل لهم اختاروا منكم ثلاثة فاختاروا منهم ثلاثة على أن يهبطوا إلى الأرض على أن يحكموا بين أهل الأرض جعل فيهم شهوة الآدميين فأمروا أن لا يشربوا خمرا ولا يقتلوا نفسا ولا يزنوا ولا يسجدوا لوثن فاستقال منهم واحد فأقيل فأهبط اثنان إلى الأرض فأتتهما امرأة من أحسن الناس يقال لها مناهية فهوياها جميعا ثم أتيا منزلها فاجتمعا عندها فأراداها فقالت : لهما لا حتى تشربا خمري وتقتلا ابن جاري وتسجدا لوثني فقالا : لا نسجد ثم شربا من الخمر ثم قتلا ثم سجدا فأشرف أهل السماء عليهما وقالت : لهما أخبراني بالكلمة التي إذا قلتماها طرتما فأخبراها فطارت فمسخت جمرة وهي هذه الزهرة وأما هما فأرسل إليهما سليمان بن داود فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فهما مناطان بين السماء والأرض وهذا السياق فيه زيادة كثيرة وإغراب ونكارة والله أعلم بالصواب.
وهذه رواية اخرى وفيها أن الملكين لم يقتلا طفلا ولا صبيا ولا ابن الجيران ولا الزهرة نفسها كما ذكرت الروايات السابقة ولكن القتيل هذه المرة كان الزوج وهذا يدل على ان الزهرة كان لها زوج  يقول بن كثير :
وقال عبد الرزاق : قال معمر قال قتادة والزهري عن عبيد الله بن عبد الله " وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت " كانا ملكين من الملائكة فأهبطا ليحكما بين الناس وذلك أن الملائكة سخروا من حكام بني آدم فحاكمت إليهما امرأة فحافا لها ثم ذهبا يصعدان فحيل بينهما وبين ذلك ثم خيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا . وقال معمر : قال قتادة فكانا يعلمان الناس السحر فأخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر . وقال أسباط عن السدي أنه قال كان من أمر هاروت وماروت أنهما طعنا على أهل الأرض في أحكامهم فقيل لهما إني أعطيت بني آدم عشرا من الشهوات فبها يعصونني قال : هاروت وماروت : ربنا لو أعطيتنا تلك الشهوات ثم نزلنا لحكمنا بالعدل فقال : لهما انزلا فقد أعطيتكما تلك الشهوات العشر فاحكما بين الناس فنزلا ببابل ديناوند فكانا يحكمان حتى إذا أمسيا عرجا فإذا أصبحا هبطا فلم يزالا كذلك حتى أتتهما امرأة تخاصم زوجها فأعجبهما حسنها واسمها بالعربية الزهرة وبالنبطية بيدخت وبالفارسية أناهيد . فقال أحدهما لصاحبه إنها لتعجبني قال الآخر قد أردت أن أذكر لك فاستحييت منك . فقال الآخر هل لك أن أذكرها لنفسها ؟ قال نعم ولكن كيف لنا بعذاب الله ؟ قال الآخر إنا لنرجو رحمة الله فلما جاءت تخاصم زوجها ذكر إليها نفسها فقالت : لا حتى تقضيا لي على زوجي فقضيا لها على زوجها ثم واعدتهما خربة من الخرب يأتيانها فيها فأتياها لذلك فلما أراد الذي يواقعها قالت ما أنا بالذي أفعل حتى تخبراني بأي كلام تصعدان إلى السماء وبأي كلام تنزلان منها فأخبراها فتكلمت فصعدت فأنساها الله تعالى ما تنزل به فثبتت مكانها وجعلها الله كوكبا فكان عبد الله بن عمر كلما رآها لعنها وقال هذه التي فتنت هاروت وماروت فلما كان الليل أرادا أن يصعدا فلم يطيقا فعرفا الهلكة فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فعلقا ببابل وجعلا يكلمان الناس كلامهما وهو السحر .
وهذه رواية اخرى وفيها ان الملكين كشفا عن عورتهما للمرأة :
 وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أما شأن هاروت وماروت فإن الملائكة عجبت من ظلم بني آدم وقد جاءتهم الرسل والكتب والبينات فقال لهم ربهم تعالى : اختاروا منكم ملكين أنزلهما يحكمان في الأرض فاختاروا فلم يألوا هاروت وماروت فقال لهما حين أنزلهما أعجبتم من بني آدم من ظلمهم ومعصيتهم وإنما تأتيهم الرسل والكتب من وراء وراء . وإنكما ليس بيني وبينكما رسول فافعلا كذا وكذا ودعا كذا وكذا فأمرهما بأمور ونهاهما ثم نزلا على ذلك ليس أحد أطوع لله منهما فحكما فعدلا فكانا يحكمان في النهار بين بني آدم فإذا أمسيا عرجا فكانا مع الملائكة منزلان حين يصبحان فيحكمان فيعدلان حتى أنزلت عليهما الزهرة في أحسن صورة امرأة تخاصم فقضيا عليها فلما قامت وجد كل واحد منهما في نفسه فقال أحدهما لصاحبه وجدت مثل الذي وجدت ؟ قال نعم فبعثا إليها أن ائتيانا نقض لك فلما رجعت قالا وقضيا لها فأتتهما فكشفا لها عن عورتيهما وإنما كانت سوآتهما في أنفسهما ولم يكونا كبني آدم في شهوة النساء ولذاتها فلما بلغا ذلك واستحلا افتتنا فطارت الزهرة فرجعت حيث كانت فلما أمسيا عرجا فزجرا فلم يؤذن لهما ولم تحملهما أجنحتهما فاستغاثا برجل من بني آدم فأتياه فقالا ادع لنا ربك فقال : كيف يشفع أهل الأرض لأهل السماء ؟ قالا : سمعنا ربك يذكرك بخير في السماء فوعدهما يوما وغدا يدعو لهما فدعا لهما فاستجيب له فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال : ألا تعلم أن أفواج عذاب الله في الآخرة كذا وكذا في الخلد وفي الدنيا تسع مرات مثلها ؟ فأمرا أن ينزلا ببابل فثم عذابهما وزعم أنهما معلقان في الحديد مطويان يصفقان بأجنحتهما.

ويوجد خرافات اخرى يرويها بن كثير في تفسيره لنفس الاية وهي الاية رقم 102 من سورة البقرة وسنذكرها في مقالات اخرى ، وقد يقول قائل أن هذه الروايات ليست صحيحة ولكننا نرد عليه بالقول أننا هنا لا نريد  بهذه الروايات الاستدلال لمسألة فقهية حتى نبحث عن روايات صحيحة نحن فقط نريد ان نثبت أن كتب اهل السنة مليئة بالخرافات وهذا  تفسير بن كثير من اهم كتب اهل السنة وبن كثير من اهم علماءهم وهذه الروايات سواء كانت صحيحة ام لا لكنها بلا شك موجودة في تفسير بن كثير وهذا هو ما أردنا قوله

علي سعداوي


الجمعة، 4 نوفمبر 2011

عزيزي الحاج : قبل أن تدعو على الكفار


عزيزي الحاج  قبل أن تدعو على الكفار عليك ان تعرف أن الله لو استجاب دعاءك لكنت انت الخاسر الاكبر في هذه الاستجابة ، فقبل ان تدعو على الكفار عليك ان تتذكر أنك علمت باخبار الحج وموعده من خلال القنوات الفضائية التي تبث عبر الاقمار الصناعية ، واعلم عزيزي الحاج ان القنوات الفضائية والاقمار الصناعية قد صنعها الكفار ، فلولا الكفار ما كنت ستعلم شيئا عن الحج ، وتذكّر عزيزي الحاج انك لم تكن لتذهب للحج لولا انك تحمل جواز سفر ، واعلم عزيزي الحاج أن جواز السفر الذي في جيبك قد صنعه الكفار ، فكيف كنت ستسافر للحج لولا الكفار ؟ واذكرعزيزي الحاج أن الدولة مشكورة قامت باعطاءك التطعيمات والامصال لتحميك من الامراض ، واعلم عزيزي الحاج أن تلك التطعيمات والامصال من صنع الكفار ، فلولا الكفار لكنت عرضة للعدوى والمرض والموت ، واذكر عزيزي الحاج انك قد سافرت الى مكة بواسطة الطائرة ، وأعلم عزيزي الحاج أن الطائرة من صنع الكفار ، وتذكر عزيزي الحاج أنك ذهبت الى المطار بواسطة السيارة ، واعلم عزيزي الحاج ان السيارة ايضا من صنع الكفار ، واذكر عزيزي الحاج ان السيارة ما كانت لتتحرك بدون الوقود واعلم عزيزي الحاج أن الوقود من صنع الكفار ، فالطيارة والسيارة ووقودهما من صنع الكفار ، فلولا الكفار ما استطعت عزيزي الحاج أن تسافر الى مكة وتقيم شعائر الحج الا على حمارة او بغلة ، واذكر عزيزي الحاج انك ستتواصل مع عائلتك واصدقائك في بلدك من خلال الموبايل ، والموبايل عزيزي الحاج من صنع الكفار فلولا الكفار عزيزي الحاج ما اطمئن عليك اهلك ولا اطمئننت عليهم ، واذكر عزيزي الحاج انك في المسجد لا يمكنك ان تصلي مع الامام الا بسماعه من خلال مكبرات الصوت ، واعلم عزيزي الحاج ان جميع مكبرات الصوت من صناعة الكفار ، فلولا الكفار ما سمعت الامام وهو يصلي ولفشلت صلاتك ، كما ان اجهزة التكييف التي لولاها لقتلك حر  مكة من صنع الكفار ، ليس ذلك فحسب يا عزيزي الحاج فملابسك من صنع الكفار وحذاءك من صنع الكفار والسجادة التي تصلي عليها من صنع الكفار والعلاج الذي تتعاطاه من صنع الكفار ، فلو استجاب لك الله واهلك الكفار ، لصرت عريانا جوعانا مريضا لا تستطيع السفر الى اي مكان ولا تستطيع الاتصال بأي احد ولن تجد علاجا لمرضك فتموت ، انا اعرف ان الله لن يستجب لاننا كثيرا ما دعونا على الكفار بأن يزلزل الله الارض من تحت اقدامهم ويشتت شملهم وييتم اطفالهم ....الخ ، ولم تكن الزلازل تاتي الا للدول الاسلامية وهذا دليل على ان الله لم يستجب لنا لكن وجبت النصيحة

علي سعداوي

الأحد، 30 أكتوبر 2011

اين موسى ؟


تحدثنا في المقال السابق عن التناقض الواضح جدا بخصوص ذكر محمد انه مر على موسى في قبره فوجده قائما يصلي في قبره وحينما وصل الى السماء وجده امامه ولم يعرفه فسأل جبريل عنه فقال له انه موسى ، وتسألنا كيف يمر محمد على موسى في قبره ثم يجده امامه في السماء ؟ وكيف عرفه بسهوله وهو في قبره ثم لم يعرفه في السماء ؟ مما يدل على الاضطراب الكامل والتناقض التام في كلام محمد علما بأن الاحاديث التي ذكرناها احاديث صحيحة ولا مجال للتشكيك فيها ابدا ، وفي هذا المقال سنبين تناقضات واضطرابات اكثر ثم نختم ذلك بحديث في غاية الغرابة ينسف كل الاحاديث السابقة ويضع علامة استفهام كبيرة وواضحة على الرحلة بكاملها .
موسى قائم يصلي في قبره
مررت على موسى وهو يصلي في قبره . وزاد في حديث عيسى : مررت ليلة أسرى بي (صحيح مسلم )
هذا الكلام يدل ان موسى موجود في قبره ويدل على أن محمد يعرف موسى جيدا ، ولكننا سنجد امرا مغايرا تماما لهذا الكلام ، فنجد في صحيح البخاري هذا الحديث :  ثم مررت بموسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى ، الان الامر اختلف بالكلية فمحمد يقول مررت بموسى ولكن في السماء وليس في قبره ، ايضا محمد بعدما عرف موسى في قبره هاهو الان يسأل عنه جبريل  ( من هذا ؟  ) قال هذا موسى . طبعا التناقض والتعارض والاضطراب في غاية الوضوح لمن كان له ذرة من عقل ،
لكن محمد بعدما ذكر انه رأى موسى في قبره ، ثم ذكر أنه راه في السماء ، لكننا نريد ان نعرف في أي سماء يجلس موسى  نجد في هذه الرواية المذكورة في صحيح الجامع للالباني ان موسى في السماء الثالثة ،
ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح . فلما مررت بإدريس قال : مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح فقلت : من هذا ؟ قال هذا إدريس . ثم مررت بموسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى . ثم مررت بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح
ثم نكتشف أن موسى في السماء السابعة وذلك بسبب تكليم الله له وفقا لهذه الرواية من صحيح ابي خزيمة ومن كتاب التوحيد :
 وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم ، فوعيت منهم : إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة ، بفضل كلام الله ، فقال موسى : لم أظن أن يرفع علي أحد ثم علا به فيما لا يعلمه إلا الله ،
ثم نجده في رواية أخرى في منزلة مجهولة بين السماء الاولى والسادسة وذلك كما جاء في هذه الرواية من صحيح البخاري : أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السادسة . وقال أنس : ( فلما مر جبريل بإدريس قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا إدريس ، ثم مررت بموسى ، ثم مررت بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : عيسى ، ثم مررت بإبراهيم فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم ) .
ثم نجده بعد ذلك في روايات اخرى في السماء السادسة ( علما بان هذه السماء يشغلها ابراهيم في روايات أخرى ) ولنأخذ مثلا هذه الرواية من صحيح البخاري ،
فأتينا على السماء السادسة ، قيل : من هذا ، قيل : جبريل ، قيل : من معك ، قيل : محمد صلى الله عليه وسلم ، قيل : وقد أرسل إليه ، مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على موسى فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من أخ ونبي ، فلما جاوزت بكى ، فقيل : ما أبكاك ؟ قال : يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي ، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي ،
وبكاء موسى كان للحسد والطريف ان محمد وصف نفسه بالغلام علما بأنه تجاوز الاربعين سنة ، كما اننا لا ندري كيف عرف موسى أن اتباع محمد سيكونون اكثر من اتباع موسى ، والان بعد ان اصبح لدينا امكنة كثيرة ومختلفة لمكان موسى يأتي محمد ويغير كل تلك الامكنة برواية مختلفة تماما ونذكرها هنا مما يرويه الالباني ويصححه :
عرضت علي الليلة الأنبياء [ وأممهم وأتباعها من ] أممها ، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته ، وجعل النبي يمر ومعه العصابة من أمته ، [ والنبي وليس معه إلا الواحد من أمته ، والنبي وليس معه أحد من أمته ] ، حتى مر موسى بن عمران [ في كبكبة من بني إسرائيل ، فلما رأيتهم أعجبوني ، فقلت : يا رب ! من هؤلاء ؟ قال : أخوك موسى بن عمران ] ومن تبعه من بني إسرائيل ، قلت : يا رب ! فأين أمتي ؟ قال : انظر عن يمينك ،
نلاحظ هنا أن محمد لم يرى موسى في السماوات ولا في القبر ولكنه يراه في رؤيا اشبه ما تكون بالعرض العسكري ولم يتعرف على موسى فسأل عنه فاجابه الله وليس جبريل كما كان يحدث سابقا وعرفه ان هذا هو موسى وقومه ،
وبهذه الرواية ينقض محمد المتناقض اصلا ويضع مزيدا من الاضطراب وعلامات الاستفهام التي لا حصر لها على امر واحد فقط وهو مكان موسى فمرة نجده في القبر ومرة في السماء ومرة في السماء الثالثة ومرة في سماء مجهولة ومرة في السماء السابعة ومرة في السماء السادسة ومرة يسأل عنه ومرة اخرى لا يسأل ومرة يبكي موسى حسدا لمحمد ومرة لا يبكي ومرة يعرفه ومرة لا يعرفه ومرة يسأل عنه جبريل ومرة يسأل عنه الله  ولو نظرنا الى امكنة الانبياء الاخرين فسنجد تناقضات يصعب حصرها من تغيير امكنة الانبياء في السماوات ومن الطريقة التي دخل بها محمد عليهم علما بأن كل تلك الروايات صحيحة ولو ذكرنا الضعيفة لدخلنا في بحر متلاطم من التناقضات المحمدية التي لا حصر لها ، ولكن في مفاجئة غريبة جدا يأتي محمد في رواية من اغرب ما يكون ولقد تجاهلها علماء الاسلام جهلا او عمدا ولكني اقدمها لكم كصاعقة تصعق كل الروايات السابقة وتلقي بكل الاحاديث التي رواها محمد عن الاسراء والمعراج وتضع خطا كبيرا تحت قضية الاسراء والمعراج واعتقد انها كنز عظيم لكل باحث عن الحق وهي رواية صحيحة تماما ولا مجال ابدا للتشكيك فيها والرواية موجودة في صحيح مسلم وارجو التروي والتركيز التام في قراتها :
لقد رأيتني في الحجر . وقريش تسألني عن مسراي . فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها . فكربت كربة ما كربت مثله قط . قال فرفعه الله لي أنظر إليه . ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به . وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء . فإذا موسى قائم يصلي . فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة . وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي . أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي . وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي . أشبه الناس به صاحبكم ( يعني نفسه ) فحانت الصلاة فأممتهم . فلما فرغت من الصلاة قال قائل : يا محمد ! هذا مالك صاحب النار فسلم عليه . فالتفت إليه فبدأني بالسلام ( صحيح مسلم )

هنا يذكر محمد بوضوح أنه لم يرى موسى لا في القبر ولا في السماوت ولم يرى الانبياء في السماوات ولم يكن يعرف عنهم شيئا وحينما سألته قريش عن صفة بيت المقدس وجد نفسه في ورطة كبيرة  يقول بلسانه ( فكربت كربة ما كربت مثلها قط ) فرأى كل شئ في خياله وهو في مكة بل أنه رأى نفسه مع الانبياء يقول في الحديث ( وقد رأيتني في جماعة من الانبياء ) أي انه رأى نفسه في خياله مع الانبياء وهنا رأى موسى ورأى كل الانبياء ورأى نفسه وهو يصلي بهم ،  وهذا اعتراف قاطع وواضح أن القصة كلها كانت خيال في خيال وأن الرجل كان جالسا في مكة ويرى نفسه وهو يصلي بالانبياء .
 أن هذه الرواية هي اهم رواية في القصة كلها وهي تكنس كل الروايات السابقة وتوضح الحقيقة كاملة ولذلك يتجاهل علماء المسلمين هذه الرواية بالرغم من صحتها لأنها تكشف الحقيقة وتكشف أن محمد لم يرى شيئا الا بعد ان ساله اهل مكة فرأى نفسه مع الانبياء وضع الف خط تحت كلمة رأى نفسه ،

علي سعداوي