الأحد، 20 نوفمبر 2011

مشاهد اسلامية 1



المشهد الاول :
محمد يأمر بقتل الاسير عقبة بن ابي معيط فيقول له عقبة من للصبية يا محمد ؟ اي لو قتلتني فمن لأطفالي ؟ فأجابه محمد بأن لهم النار ! يقول الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد
نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا قال من للصيبة يا رسول الله قال النار

المشهد الثاني :
معاوية بن ابي سفيان يقبض على محمد بن ابي بكر الصديق وهو مصاب وقد لجأ الى خربة ليختفي فيها وبالرغم انه كاد أن يموت من العطش الا انه رفض رفضا تاما ان يسقيه شربة ماء ثم قتله ووضعه في بطن حمار واحرقه بالنار يقول بن كثير :
ثم قاتل حتى قتل وتفرق أصحاب محمد بن أبي بكر عنه ورجع يمشي فرأى خربة فآوى إليها ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر وذهب معاوية بن خديج في طلب محمد بن أبي بكر فمر بعلوج في الطريق فقال لهم: هل مر بكم أحد تستنكرونه؟
قالوا: لا!.
فقال رجل منهم: إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة.
فقال: هو هو ورب الكعبة: فدخلوا عليه فاستخرجوه منها - وقد كاد يموت عطشا - فانطلق أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص - وكان قد قدم معه إلى مصر - فقال: أيقتل أخي صبرا؟
فبعث عمرو بن العاص إلى معاوية بن خديج أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر ولا يقتله.
فقال معاوية: كلا والله، أيقتلون كنانة بن بشر وأترك محمد بن أبي بكر، وقد كان ممن قتل عثمان وقد سألهم عثمان الماء، وقد سألهم محمد بن أبي بكر أن يسقوه شربة من الماء.
فقال معاوية: لا سقاني الله إن سقيتك قطرة من الماء أبدا، إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما فتلقاه الله بالرحيق المختوم.
وقد ذكر ابن جرير وغيره: أن محمد بن أبي بكر نال من معاوية بن خديج هذا ومن عمرو بن العاص، ومن معاوية، ومن عثمان بن عفان أيضا، فعند ذلك غضب معاوية بن خديج فقدمه فقتله ثم جعله في جيفة حمار فأحرقه بالنار.
فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا وضمت عياله إليها، وكان فيهم ابنه القاسم وجعلت تدعو على معاوية وعمرو بن العاص دبر الصلوات.
المشهد الثالث :
ثوار ليبيا يقبضون على معمر القذافي وبعد ان وقع في ايديهم اسيرا يقوم الثوار باهانته اهانة شديدة جدا ثم يقومون بنتف شعر رأسه حتى ظهرت صلعته ثم غرسو سكينا كبيرا في مؤخرته واخذو يعذبونه حتى لفظ انفاسه كل ذلك وهم يصيحون بصيحات الله اكبر

علي سعداوي 

السبت، 19 نوفمبر 2011

من خرافات اهل السنة 4 سليمان والشياطين


قدمنا سلسلة من المقالات تتحدث عن الخرافات التي رواها بن كثير في تفسيره ، علما بأن كل هذه الخرافات استخرجناها من تفسير اية واحدة فقط ، وهذا دليل على مدى امتلاء كتب اهل السنة بالخرافات فأية واحدة فقط استخرجنا من تفسيرها الكثير من الخرافات واحتاجت الي العديد من المقالات مع العلم اننا اخذنا ذلك من عالم واحد فقط من علماء اهل السنة ولو اخذنا من تفسير الطبري والقرطبي والبغوي لوجدنا بحرا متلاطم الامواج من الخرافات والاساطير ، الان نواص هذه السلسلة ونستخرج من نفس الكتاب لنفس العالم ومن تفسيره لنفس الاية خرافة اخرى من خرافات اهل السنة التي لا تعد ولا تحصى وساترك التعليق على تلك الخرافة للقارئ وليحكم عليها بنفسه
يقول بن كثير في تفسيره للاية رقم 102 من سورة البقرة :
 ال العوفي في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى" واتبعوا ما تتلو الشياطين " الآية وكان حين ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن والإنس واتبعوا الشهوات فلما أرجع الله إلى سليمان ملكه وقام الناس على الدين كما كان وإن سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه وتوفي سليمان عليه السلام حدثان ذلك فظهر الإنس والجن على الكتب بعد وفاة سليمان وقالوا هذا كتاب من الله نزل على سليمان فأخفاه عنا فأخذوا به فجعلوه دينا فأنزل الله تعالى " ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم " الآية واتبعوا الشهوات التي كانت تتلو الشياطين وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان آصف كاتب سليمان وكان يعلم الاسم الأعظم وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا وكفرا وقالوا هذا الذي كان سليمان يعمل بها . قال : فأكفره جهال الناس وسبوه ووقف علماء الناس فلم يزل جهال الناس يسبونه حتى أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " وقال ابن جرير : حدثني أبو السائب سلمة بن جنادة السوائي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان سليمان عليه السلام إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يأتي شيئا من نسائه أعطى الجرادة وهي امرأته خاتمه فلما أراد الله أن يبتلي سليمان عليه السلام بالذي ابتلاه به أعطى الجرادة ذات يوم خاتمه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال هاتي خاتمي فأخذه ولبسه فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والإنس . قال فجاءها سليمان فقال لها هاتي خاتمي فقالت كذبت لست سليمان قال فعرف سليمان أنه بلاء ابتلي به . قال فانطلقت الشياطين فتكتبت في تلك الأيام كتبا فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أخرجوها وقرءوها على الناس وقالوا إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب قال : فبرئ الناس من سليمان وكفروه حتى بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - فأنزل عليه " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا" ثم قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن عمران وهو ابن الحارث قال : بينما نحن عند ابن عباس رضي الله عنهما إذ جاء رجل فقال له من أين جئت قال من العراق قال من أيه ؟ قال من الكوفة قال فما الخبر ؟ قال تركتهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم ففزع ثم قال ما تقول لا أبا لك ؟ لو شعرنا ما نكحنا نساءه وقسمنا ميراثه أما إني سأحدثكم عن ذلك إنه كانت الشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها فإذا جرت منه وصدق كذب معها سبعين كذبة قال فتشربها قلوب الناس قال فأطلع الله عليها سليمان عليه السلام فدفنها تحت كرسيه فلما توفي سليمان عليه السلام قام شيطان الطريق فقال هل أدلكم على كنزه الممنع الذي لا كنز له مثله ؟ تحت الكرسي . فأخرجوه فقال هذا سحر فتناسخا الأمم حتى بقاياها ما يتحدث به أهل العراق فأنزل الله عز وجل " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " الآية وروى الحاكم في مستدركه عن أبي زكريا العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير به وقال السدي في قوله تعالى " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان " أي على عهد سليمان قال كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتقعد منها مقاعد للسمع فيستمعون من كلام الملائكة ما يكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر فيأتون الكهنة فيخبرونهم فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا فلما أمنتهم الكهنة كذبوا لهم وأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب وفشا ذلك في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق وقال لا أسمع أحدا يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه فلما مات سليمان وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان وخلف من بعد ذلك خلف تمثل الشيطان في صورة إنسان ثم أتى نفرا من بني إسرائيل فقال لهم هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا قالوا نعم قال فاحفروا تحت الكرسي فذهب معهم وأراهم المكان وقام ناحيته فقالوا له : فادن فقال لا ولكنني هاهنا في أيديكم فإن لم تجدوه فاقتلوني فحفروا فوجدوا تلك الكتب : فلما أخرجوها قال الشيطان إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر ثم طار وذهب . وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرا واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب فلما جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - خاصموه بها فذلك حين يقول الله تعالى " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " وقال الربيع بن أنس إن اليهود سألوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - زمانا عن أمور من التوراة لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله سبحانه وتعالى ما سألوه عنه فيخصمهم فلما رأوا ذلك قالوا هذا أعلم بما أنزل الله إلينا منا وإنهم سألوه عن السحر وخاصموه فأنزل الله عز وجل " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " وإن الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر والكهانة وما شاء الله من ذلك فدفنوه تحت كرسي مجلس سليمان وكان عليه السلام لا يعلم الغيب فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر وخدعوا الناس وقالوا هذا علم كان سليمان يكتمه ويحسده الناس عليه فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث فرجعوا من عنده وقد خرجوا وقد أدحض الله حجتهم . وقال مجاهد في قوله تعالى " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان" قال كانت الشياطين تستمع الوحي فما سمعوا من كلمة زادوا فيها مائتين مثلها فأرسل سليمان عليه السلام إلى ما كتبوا من ذلك فلما توفي سليمان وجدته الشياطين وعلمته للناس وهو السحر وقال سعيد بن جبير : كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر فيأخذه منهم فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه فدنت إلى الإنس فقالوا لهم أتدرون ما العلم الذي كان سليمان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك ؟ قالوا نعم قالوا فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه فاستثار به الإنس واستخرجوه وعملوا به فقال أهل الحجاز كان سليمان يعمل بهذا وهذا سحر فأنزل الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - براءة سليمان عليه السلام فقال تعالى " واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا " وقال محمد بن إسحاق بن يسار : عمدت الشياطين حين عرفت موت سليمان بن داود عليه السلام فكتبوا أصناف السحر من كان يحب أن يبلغ كذا وكذا فليفعل كذا وكذا حتى إذا صنفوا أصناف السحر جعلوه في كتاب ثم ختموه بخاتم على نقش خاتم سليمان وكتبوا في عنوانه : هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم . ثم دفنوه تحت كرسيه واستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل حتى أحدثوا ما أحدثوا فلما عثروا عليه قالوا والله ما كان ملك سليمان إلا بهذا فأفشوا السحر في الناس فتعلموه وعلموه فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود لعنهم الله

علي سعداوي

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

من خرافات اهل السنة3: أمرأة تسافر على ظهر كلب اسود


    ذكرنا في المقال السابق بعض من خرافات اهل السنة التي لا حصر لها ، وكانت الخرافة من تفسير بن كثير وهو من اهم كتب التفسير عند اهل السنة وبن كثير من اهم علماءهم وقد ذكرنا له مجموعة من الخرافات من تفسيره للأية رقم 102 من سورة البقرة وعلى الرغم من كل ما اظهرناه من خرافات بثها بن كثير في تفسيره لأية واحد فقط الا ان خرافات بن كثير لم تنتهي في تفسيره لتلك الاية وها نحن نظهر له خرافة اخرى من خرافاته في تفسيره لنفس الاية فيقول بن كثير :
    وقد ورد في ذلك أثر غريب وسياق عجيب في ذلك أحببنا أن ننبه عليه قال : الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله تعالى : أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : قدمت علي امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته حداثة ذلك تسأله أشياء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به وقالت : عائشة رضي الله عنها لعروة : يا ابن أختي فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيشفيها فكانت تبكي حتى إني لأرحمها وتقول : إني أخاف أن أكون قد هلكت : كان لي زوج فغاب عني فدخلت على عجوز فشكوت ذلك إليها فقالت : إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر فلم يكن شيء حتى وقفنا ببابل وإذا برجلين معلقين بأرجلهما فقالا ما جاء بك ؟ قلت : نتعلم السحر فقالا : إنما نحن فتنة فلا تكفري فارجعي فأبيت وقلت : لا قالا : فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت ففزعت ولم أفعل فرجعت إليهما قالا : أفعلت ؟ فقلت : نعم فقالا : هل رأيت شيئا ؟ فقلت : لم أر شيئا فقالا . لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فألببت وأبيت فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت فاقشعررت وخفت ثم رجعت إليهما وقلت : قد فعلت فقالا : فما رأيت ؟ فقلت : لم أر شيئا فقالا : كذبت لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك فألببت وأبيت فقالا : اذهبي إلى التنور فبولي فيه فذهبت إليه فبلت فيه فرأيت فارسا مقنعا بحديد خرج مني فذهب في السماء وغاب حتى ما أراه فجئتهما فقلت : قد فعلت فقالا : فما رأيت ؟ قلت : رأيت فارسا مقنعا خرج مني فذهب في السماء حتى ما أراه فقالا : صدقت ذلك إيمانك خرج منك . اذهبي فقلت للمرأة : والله ما أعلم شيئا وما قالا لي شيئا فقالت : بلى لم تريدي شيئا إلا كان خذي هذا القمح فابذري فبذرت وقلت : اطلعي فأطلع وقلت : احقلي فأحقلت ثم قلت : افركي فأفركت ثم قلت : ايبسي فأيبست ثم قلت : اطحني فأطحنت ثم قلت : اخبزي فأخبزت فلما رأيت أني لا أريد شيئا إلا كان سقط في يدي وندمت والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئا ولا أفعله أبدا ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن سليمان به مطولا كما تقدم وزاد بعد قولها ولا أفعله أبدا فسألت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حداثة وفاة رسول الله وهم يومئذ متوافرون فما دروا ما يقولون لها وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه إلا أنه قد قال لها ابن عباس أو بعض من كان عنده لو كان أبواك حيين أو أحدهما . قال هشام : فلو جاءتنا أفتيناها بالضمان

    لا تعليق فالخرافة تتحدث عن نفسها

    علي سعداوي

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

من خرافات اهل السنة:2 الملائكة تشرك وتقتل وتزني


دائما ما يقوم أهل السنة بمهاجمة الطوائف الاخرى مثل الشيعة والصوفية ويتهمون تلك الطوائف بأنهم ينشرون الاكاذيب والخرافات ، وان كان صحيحا أن لدى الطوائف الاخرى الكثير من الاكاذيب والخرافات الا أن الباحث في كتب اهل السنة يجد أن الخرافات والاكاذيب والاساطير مكدسة في كتبهم أكثر من كتب أي طائفة اخرى او اي مذهب أخر او حتى اي دين اخر ، ولو بذل ابناء الطائفة الشيعية ادنى مجهود في البحث في كتب اهل السنة لوجدو ما يدافعون به عن طائفتهم ويصدون به هجوم اهل السنة بل ويضعوهم دائما في موقع المدافع عن نفسه ، وانا بصفتي سني (سابقا) ودارس لكتب اهل السنة بشئ من التفاصيل استطيع اخراج  الخرافات والاساطير من كتب اهل السنة بما لا يخطر على بال اهل السنة ولا حتى الشيعة ، علما بان تلك الخرافات ليست في كتب هامشية او غير معترف بها بل هي في اهم الكتب لدى اهل السنة ويدونها اهم علماءهم ، ولقد ذكرنا سابقا خرافة من تفسير البغوي وقلنا ان البغوي من اهم علماء اهل السنة والجماعة وان الخرافة مأخوذة من اهم كتبه وهو تفسير البغوي للقران وكانت الخرافة تتحدث عما دار من حديث بين هدهد سليمان وهدهد بلقيس وتدخل العقاب في الامر ....الخ وكانت خرافة في منتهى الغرابة والطرافة وقد ذكرناه تحت عنوان ( عنفير ويعفور ) والان سنستخرج من كتاب اخر من اهم كتب اهل السنة والجماعة وهو تفسير ابن كثير الذي يعد اهم التفاسير لدى اهل السنة وهو للعلامة ابن كثير الذي يعد من اهم واكبر علماء اهل السنة ولا احتاج لاثبات ذلك لأن ذلك امرا معروفا لدى كل ابناء اهل السنة ،
ففي تفسير ابن كثير للاية رقم 102 من سورة البقرة  .
وقال : ابن أبي حاتم أخبرنا أبي أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا عبد الله يعني ابن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو ويونس بن خباب عن مجاهد قال كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه انظر هل طلعت الحمراء لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله هي صاحبة الملكين قالت الملائكة يا رب كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام وينتهكون محارمك ويفسدون في الأرض . قال إني ابتليتهم فلعل إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون قالوا لا قال : فاختاروا من خياركم اثنين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما إني مهبطكما إلى الأرض وعاهد إليكما أن لا تشركا ولا تزنيا ولا تخونا فأهبطا إلى الأرض وألقى عليهما الشهوة وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة فتعرضت لهما فراوداها عن نفسها فقالت إني على دين لا يصح لأحد أن يأتيني إلا من كان على مثله قالا : وما دينك قالت المجوسية قالا : الشرك هذا شيء لا نقربه فمكثت عنهما ما شاء الله تعالى . ثم تعرضت لهما فراوداها عن نفسها فقالت ما شئتما غير أن لي زوجا وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح فإن أقررتما لي بديني وشرطتما لي أن تصعدا بي إلى السماء فعلت فأقرا لها بدينها وأتياها فيما يريان ثم صعدا بها إلى السماء فلما انتهيا بها إلى السماء اختطفت منهما وقطعت أجنحتهما فوقعا خائفين نادمين يبكيان وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين فإذا كان يوم الجمعة أجيب . فقالا : لو أتينا فلانا فسألناه فطلب لنا التوبة فأتياه فقال : رحمكما الله كيف يطلب التوبة أهل الأرض لأهل السماء قالا : إنا قد ابتلينا قال ائتياني يوم الجمعة فأتياه فقال : ما أجبت فيكما بشيء ائتياني في الجمعة الثانية فأتياه فقال : اختارا فقد خيرتما إن اخترتما معافاة الدنيا وعذاب الآخرة وإن أحببتما فعذاب الدنيا وأنتما يوم القيامة على حكم الله فقال أحدهما إن الدنيا لم يمض منها إلا القليل. وقال الآخر ويحك إني قد أطعتك في الأمر الأول فأطعني الآن إن عذابا يفنى ليس كعذاب يبقى. فقال إننا يوم القيامة على حكم الله فأخاف أن يعذبنا قال لا : إني أرجو إن علم الله أنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة أن لا يجمعهما علينا قال : فاختارا عذاب الدنيا فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار عاليهما سافلهما - وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر - وقد تقدم في رواية ابن جرير من حديث معاوية بن صالح عن نافع عنه رفعه وهذا أثبت وأصح إسنادا ثم هو والله أعلم 
الملاحظة الاولى في هذه الرواية أن المتحدث هو الصحابي المعروف عبدالله بن عمر وهو بن عمر بن الخطاب ،
الملاحظة الثانية : وهي ملاحظة هامة جدا وتعطينا معلومة مهمة عن نظرة الصحابة للفلك والكون وهي ان عبدالله بن عمر يتحدث عن كوكب الزهرة كان في اصله أمرأة جميلة اغوت ملائكة الله فسخطها الله وحولها الى كوكب في السماء وهو المسمى الزهرة ، طبعا من المستحيل أن يكون ذلك الكوكب في اصله أمراة على الاقل بسبب كبر حجم الكوكب لصغر حجم المرأة ولكن هذا يعطينا انطباعا واضحا عن نظرة الصحابة للكون ولا يمكن أن تخالف نظرة عبد الله بن عمر نظرة محمد ، ولذلك ذكر بن كثير رواية تؤكد ذلك في تفسيره للاية فيقول :وقال أبو جعفر بن جرير رحمه الله حدثنا القاسم أخبرنا الحسين وهو سنيد بن داود صاحب التفسير أخبرنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال سافرت مع ابن عمر فلما كان من آخر الليل قال يا نافع انظر طلعت الحمراء ؟ قلت لا مرتين أو ثلاثا ثم قلت قد طلعت قال لا مرحبا بها ولا أهلا قلت سبحان الله نجم مسخر سامع مطيع . قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ومن الغريب ان يغضب الله على احد فيحوله الى كوكب عظيم في السماء ويخلد ذكراه الى ابد الابدين !
الملاحظة الثالثة : بعد أن نتجاوز حوار الله مع الملائكة نلاحظ اسماء الملكين ( هاروت وماروت ) ومدى اختلاف اسميها عن اسماء بقية الملائكة .
الملاحظة الرابعة في هذه القصة هي أن الزهرة ديانتها مجوسية  مع التنويه بأن الزهرة في هذه القصة هبطت من السماء من اجل اغواء الملكين ثم عادت ولكن في الروايات الاخرى كما سنرى أن الزهرة في اصلها أمرأة سخطها الله الى كوكب اثناء صعودها في السماء .
الملاحظة الخامسة : أن الملكين رفضا اعتناق دين الزهرة ولكنهما اقراها على دينها وصعدا بها الى السماء
الملاحظة السادسة : حين وصلا الملكين الى السماء اختطفت منهم الزهرة ثم قام احد ما من قبل الله بتقطيع اجنحة الملكين فسقطا على الارض ، وهو طبعا قول مضحك جدا ومثير للسخرية ويدل على أن نظرة الصحابة للملائكة تشابه نظرتهم للطيور .
الملاحظة السابعة : ان الملكين ذهبا الى احد الاشخاص من اهل الارض فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة فاختارا الاول ، ولكن لا ندري ما اهمية هذا الشخص حتى يقوم بتخيير الملكين بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ؟
الملاحظة الثامنة : أن الملكين الان ( في بكرات من حديد في قليب مملوء من نار عاليهما سافلهما ) طبعا وصف للعذاب يطغى عليه الخيال البدوي .

هذه رواية واحدة من تفسير بن كثير للاية رقم 102 من سورة البقرة واذا ما اكملنا ما يرويه بن كثير في تفسيره لهذه الاية فسنجد أن الغرائب والمتناقضات لا حصر لها فالرواية السابقة ذكرها بن كثير عن عبد الله بن عمر لكنه يذكرها بطريقة اخرى عن عبد الله بن عمر عن محمد نفسه فيقول بن كثير :

 ذكر الحديث الوارد في ذلك إن صح سنده ورفعه وبيان الكلام عليه " قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في مسنده أخبرنا يحيى بن بكير حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أي رب " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون " قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا . وهكذا رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن الحسن عن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن بكير -
نلاحظ في هذه الرواية عن محمد ان المرأة طلبت من الملكين ان ينطقا بكلمة الشرك فرفضا ثم طلبت منهما ان يقتلا صبيا فرفضا ثم طلبت منهما ان يشربا الخمر فقبلا فلما شربا الخمر فعلا كل المنكرات فلما افاقا اخبرتهما المرأة بما فعلا فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ويلاحظ التناقضات مع الرواية السابقة ولأكثار التناقضات نأخذ هذه الرواية من بن كثير ، قال :
وأقرب ما ورد في ذلك ما قال ابن أبي حاتم أخبرنا عصام بن رواد أخبرنا آدم أخبرنا أبو جعفر حدثنا الربيع بن أنس عن قيس بن عباد عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : لما وقع الناس من بعد آدم عليه السلام فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر بالله قالت الملائكة في السماء يا رب هذا العالم الذي إنما خلقتهم لعبادتك وطاعتك قد وقعوا فيما وقعوا فيه وركبوا الكفر وقتل النفس وأكل المال الحرام والزنا والسرقة وشرب الخمر فجعلوا يدعون عليهم ولا يعذرونهم فقيل إنهم في غيب فلم يعذروهم فقيل لهم اختاروا من أفضلكم ملكين آمرهما وأنهاهما فاختاروا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض وجعل لهما شهوات بني آدم وأمرهما الله أن يعبداه ولا يشركا به شيئا ونهيا عن قتل النفس الحرام وأكل المال الحرام وعن الزنا والسرقة وشرب الخمر فلبثا في الأرض زمانا يحكمان بين الناس بالحق وذلك في زمن إدريس عليه السلام وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب وأنهما أتيا عليها فخضعا لها في القول وأراداها على نفسها فأبت إلا أن يكونا على أمرها وعلى دينها فسألاها عن دينها فأخرجت لهما صنما فقالت : هذا أعبده فقالا : لا حاجة لنا في عبادة هذا فذهبا فعبرا ما شاء الله ثم أتيا عليها فأراداها على نفسها ففعلت مثل ذلك فذهبا ثم أتيا عليها فأراداها على نفسها فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم. قالت : لهما اختارا أحد الخلال الثلاث إما أن تعبدا هذا الصنم وإما أن تقتلا هذه النفس وأما أن تشربا هذه الخمر فقالا : كل هذا لا ينبغي وأهون هذا شرب الخمر فشربا الخمر فأخذت فيهما فواقعا المرأة فخشيا أن تخبر الإنسان عنهما فقتلاها فلما ذهب عنهما السكر وعلما ما وقعا فيه من الخطيئة أرادا أن يصعدا إلى السماء فلم يستطيعا وحيل بينهما وبين ذلك وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه فعجبوا كل العجب وعرفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض فنزل في ذلك " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض " فقيل لهما اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فقالا أما عذاب الدنيا فإنه ينقطع ويذهب وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له فاختارا عذاب الدنيا فجعلا ببابل فهما يعذبان   وقد رواه الحاكم في مستدركه مطولا عن أبي زكريا العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن راهويه عن حكام بن سلم الرازي وكان ثقة عن أبي جعفر الرازي به : ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه فهذا أقرب ما روي في شأن الزهرة والله أعلم .
في هذه الرواية نلاحظ كثرة التناقضات مع الروايات السابقة فمثلا في المرة الاولى كانت المرأة كوكبا ثم اصبحت امراة ثم عادت امرأة اما هذه الرواية فكانت أمراة تشبه في حسنها حسن الزهرة على سائر الكواكب ، كما أن ديانة المرأة كانت في الرواية الاولى مجوسية وفي هذه الرواية كانت تعبد صنما ، ايضا في الرواية الاولى طلبت المرأة من الملكين اقرارها على دينها ويصعدا بها الى السماء ، وفي هذه الرواية خيرتهم بين ثلاث خيارات وهم عبادة الصنم او قتل النفس او شرب الخمر ، ايضا في الرواية الاولى اقرا بدين المرأة وصعدا معها ، وفي هذه الرواية شربا الخمر ثم فعلا بقية المنكرات ، ايضا في الرواية الاولى صعدا بالمرأة وفي هذه الرواية قتلاها وفي رواية اخرى قتلا الصبي وفي رواية اخرى قتلا ابن الجيران وفي رواية اخرى لم يقتلا احد ، ايضا في الرواية الاولى صعدا الى السماء ، وفي هذه الرواية حاولا الصعود فلم يستطيعا ، وفي الرواية الاولى ذهبا لأحد ما ( مجهول ) فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ، وفي رواية قيل لهما اختارا ، وفي رواية اخرى هبط عليهم احد الملائكة ، وهكذا التناقضات تتكاثر بشكل غريب جدا ومازالت فسنلاحظ في الروايات القادمة التناقضات حتى عن اسم المرأة ، فمرة اسمها مناهية ومرة اسمها الزهرة وبيدخت واناهيد ، والتناقضات تستمر عن كيفية اغوائها للملكين وكيفية صعودها وكيفية مسخها كوكبا وايضا في كل ما يتعلق بالملكين ،
واليكم هذه الرواية من نفس الكتاب
وقال ابن أبي حاتم أخبرنا أبي أخبرنا سلم أخبرنا القاسم بن الفضل الحذائي أخبرنا يزيد يعني الفارسي عن ابن عباس أن أهل سماء الدنيا أشرفوا على أهل الأرض فرأوهم يعملون المعاصي فقالوا : يا رب أهل الأرض كانوا يعملون بالمعاصي فقال الله أنتم معي وهم في غيب عني فقيل لهم اختاروا منكم ثلاثة فاختاروا منهم ثلاثة على أن يهبطوا إلى الأرض على أن يحكموا بين أهل الأرض جعل فيهم شهوة الآدميين فأمروا أن لا يشربوا خمرا ولا يقتلوا نفسا ولا يزنوا ولا يسجدوا لوثن فاستقال منهم واحد فأقيل فأهبط اثنان إلى الأرض فأتتهما امرأة من أحسن الناس يقال لها مناهية فهوياها جميعا ثم أتيا منزلها فاجتمعا عندها فأراداها فقالت : لهما لا حتى تشربا خمري وتقتلا ابن جاري وتسجدا لوثني فقالا : لا نسجد ثم شربا من الخمر ثم قتلا ثم سجدا فأشرف أهل السماء عليهما وقالت : لهما أخبراني بالكلمة التي إذا قلتماها طرتما فأخبراها فطارت فمسخت جمرة وهي هذه الزهرة وأما هما فأرسل إليهما سليمان بن داود فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فهما مناطان بين السماء والأرض وهذا السياق فيه زيادة كثيرة وإغراب ونكارة والله أعلم بالصواب.
وهذه رواية اخرى وفيها أن الملكين لم يقتلا طفلا ولا صبيا ولا ابن الجيران ولا الزهرة نفسها كما ذكرت الروايات السابقة ولكن القتيل هذه المرة كان الزوج وهذا يدل على ان الزهرة كان لها زوج  يقول بن كثير :
وقال عبد الرزاق : قال معمر قال قتادة والزهري عن عبيد الله بن عبد الله " وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت " كانا ملكين من الملائكة فأهبطا ليحكما بين الناس وذلك أن الملائكة سخروا من حكام بني آدم فحاكمت إليهما امرأة فحافا لها ثم ذهبا يصعدان فحيل بينهما وبين ذلك ثم خيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا . وقال معمر : قال قتادة فكانا يعلمان الناس السحر فأخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر . وقال أسباط عن السدي أنه قال كان من أمر هاروت وماروت أنهما طعنا على أهل الأرض في أحكامهم فقيل لهما إني أعطيت بني آدم عشرا من الشهوات فبها يعصونني قال : هاروت وماروت : ربنا لو أعطيتنا تلك الشهوات ثم نزلنا لحكمنا بالعدل فقال : لهما انزلا فقد أعطيتكما تلك الشهوات العشر فاحكما بين الناس فنزلا ببابل ديناوند فكانا يحكمان حتى إذا أمسيا عرجا فإذا أصبحا هبطا فلم يزالا كذلك حتى أتتهما امرأة تخاصم زوجها فأعجبهما حسنها واسمها بالعربية الزهرة وبالنبطية بيدخت وبالفارسية أناهيد . فقال أحدهما لصاحبه إنها لتعجبني قال الآخر قد أردت أن أذكر لك فاستحييت منك . فقال الآخر هل لك أن أذكرها لنفسها ؟ قال نعم ولكن كيف لنا بعذاب الله ؟ قال الآخر إنا لنرجو رحمة الله فلما جاءت تخاصم زوجها ذكر إليها نفسها فقالت : لا حتى تقضيا لي على زوجي فقضيا لها على زوجها ثم واعدتهما خربة من الخرب يأتيانها فيها فأتياها لذلك فلما أراد الذي يواقعها قالت ما أنا بالذي أفعل حتى تخبراني بأي كلام تصعدان إلى السماء وبأي كلام تنزلان منها فأخبراها فتكلمت فصعدت فأنساها الله تعالى ما تنزل به فثبتت مكانها وجعلها الله كوكبا فكان عبد الله بن عمر كلما رآها لعنها وقال هذه التي فتنت هاروت وماروت فلما كان الليل أرادا أن يصعدا فلم يطيقا فعرفا الهلكة فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فعلقا ببابل وجعلا يكلمان الناس كلامهما وهو السحر .
وهذه رواية اخرى وفيها ان الملكين كشفا عن عورتهما للمرأة :
 وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أما شأن هاروت وماروت فإن الملائكة عجبت من ظلم بني آدم وقد جاءتهم الرسل والكتب والبينات فقال لهم ربهم تعالى : اختاروا منكم ملكين أنزلهما يحكمان في الأرض فاختاروا فلم يألوا هاروت وماروت فقال لهما حين أنزلهما أعجبتم من بني آدم من ظلمهم ومعصيتهم وإنما تأتيهم الرسل والكتب من وراء وراء . وإنكما ليس بيني وبينكما رسول فافعلا كذا وكذا ودعا كذا وكذا فأمرهما بأمور ونهاهما ثم نزلا على ذلك ليس أحد أطوع لله منهما فحكما فعدلا فكانا يحكمان في النهار بين بني آدم فإذا أمسيا عرجا فكانا مع الملائكة منزلان حين يصبحان فيحكمان فيعدلان حتى أنزلت عليهما الزهرة في أحسن صورة امرأة تخاصم فقضيا عليها فلما قامت وجد كل واحد منهما في نفسه فقال أحدهما لصاحبه وجدت مثل الذي وجدت ؟ قال نعم فبعثا إليها أن ائتيانا نقض لك فلما رجعت قالا وقضيا لها فأتتهما فكشفا لها عن عورتيهما وإنما كانت سوآتهما في أنفسهما ولم يكونا كبني آدم في شهوة النساء ولذاتها فلما بلغا ذلك واستحلا افتتنا فطارت الزهرة فرجعت حيث كانت فلما أمسيا عرجا فزجرا فلم يؤذن لهما ولم تحملهما أجنحتهما فاستغاثا برجل من بني آدم فأتياه فقالا ادع لنا ربك فقال : كيف يشفع أهل الأرض لأهل السماء ؟ قالا : سمعنا ربك يذكرك بخير في السماء فوعدهما يوما وغدا يدعو لهما فدعا لهما فاستجيب له فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال : ألا تعلم أن أفواج عذاب الله في الآخرة كذا وكذا في الخلد وفي الدنيا تسع مرات مثلها ؟ فأمرا أن ينزلا ببابل فثم عذابهما وزعم أنهما معلقان في الحديد مطويان يصفقان بأجنحتهما.

ويوجد خرافات اخرى يرويها بن كثير في تفسيره لنفس الاية وهي الاية رقم 102 من سورة البقرة وسنذكرها في مقالات اخرى ، وقد يقول قائل أن هذه الروايات ليست صحيحة ولكننا نرد عليه بالقول أننا هنا لا نريد  بهذه الروايات الاستدلال لمسألة فقهية حتى نبحث عن روايات صحيحة نحن فقط نريد ان نثبت أن كتب اهل السنة مليئة بالخرافات وهذا  تفسير بن كثير من اهم كتب اهل السنة وبن كثير من اهم علماءهم وهذه الروايات سواء كانت صحيحة ام لا لكنها بلا شك موجودة في تفسير بن كثير وهذا هو ما أردنا قوله

علي سعداوي


الجمعة، 4 نوفمبر 2011

عزيزي الحاج : قبل أن تدعو على الكفار


عزيزي الحاج  قبل أن تدعو على الكفار عليك ان تعرف أن الله لو استجاب دعاءك لكنت انت الخاسر الاكبر في هذه الاستجابة ، فقبل ان تدعو على الكفار عليك ان تتذكر أنك علمت باخبار الحج وموعده من خلال القنوات الفضائية التي تبث عبر الاقمار الصناعية ، واعلم عزيزي الحاج ان القنوات الفضائية والاقمار الصناعية قد صنعها الكفار ، فلولا الكفار ما كنت ستعلم شيئا عن الحج ، وتذكّر عزيزي الحاج انك لم تكن لتذهب للحج لولا انك تحمل جواز سفر ، واعلم عزيزي الحاج أن جواز السفر الذي في جيبك قد صنعه الكفار ، فكيف كنت ستسافر للحج لولا الكفار ؟ واذكرعزيزي الحاج أن الدولة مشكورة قامت باعطاءك التطعيمات والامصال لتحميك من الامراض ، واعلم عزيزي الحاج أن تلك التطعيمات والامصال من صنع الكفار ، فلولا الكفار لكنت عرضة للعدوى والمرض والموت ، واذكر عزيزي الحاج انك قد سافرت الى مكة بواسطة الطائرة ، وأعلم عزيزي الحاج أن الطائرة من صنع الكفار ، وتذكر عزيزي الحاج أنك ذهبت الى المطار بواسطة السيارة ، واعلم عزيزي الحاج ان السيارة ايضا من صنع الكفار ، واذكر عزيزي الحاج ان السيارة ما كانت لتتحرك بدون الوقود واعلم عزيزي الحاج أن الوقود من صنع الكفار ، فالطيارة والسيارة ووقودهما من صنع الكفار ، فلولا الكفار ما استطعت عزيزي الحاج أن تسافر الى مكة وتقيم شعائر الحج الا على حمارة او بغلة ، واذكر عزيزي الحاج انك ستتواصل مع عائلتك واصدقائك في بلدك من خلال الموبايل ، والموبايل عزيزي الحاج من صنع الكفار فلولا الكفار عزيزي الحاج ما اطمئن عليك اهلك ولا اطمئننت عليهم ، واذكر عزيزي الحاج انك في المسجد لا يمكنك ان تصلي مع الامام الا بسماعه من خلال مكبرات الصوت ، واعلم عزيزي الحاج ان جميع مكبرات الصوت من صناعة الكفار ، فلولا الكفار ما سمعت الامام وهو يصلي ولفشلت صلاتك ، كما ان اجهزة التكييف التي لولاها لقتلك حر  مكة من صنع الكفار ، ليس ذلك فحسب يا عزيزي الحاج فملابسك من صنع الكفار وحذاءك من صنع الكفار والسجادة التي تصلي عليها من صنع الكفار والعلاج الذي تتعاطاه من صنع الكفار ، فلو استجاب لك الله واهلك الكفار ، لصرت عريانا جوعانا مريضا لا تستطيع السفر الى اي مكان ولا تستطيع الاتصال بأي احد ولن تجد علاجا لمرضك فتموت ، انا اعرف ان الله لن يستجب لاننا كثيرا ما دعونا على الكفار بأن يزلزل الله الارض من تحت اقدامهم ويشتت شملهم وييتم اطفالهم ....الخ ، ولم تكن الزلازل تاتي الا للدول الاسلامية وهذا دليل على ان الله لم يستجب لنا لكن وجبت النصيحة

علي سعداوي