الخميس، 20 أكتوبر 2011

تناقضات بين الحديث القرأن 1


التناقضات في النصوص الاسلامية على ثلاثة اقسام رئيسية ، القسم الاول :النتاقضات بين القران والقران ، والقسم الثاني: التناقض بين القران والحديث ، والقسم الثالث : التناقض بين الحديث والحديث ، ومن التناقضات بين القران والحديث نقدم هذا التناقض الواضح جدا .
فلو اردنا ان نجيب عن السؤال التالي ، هل محمد يستطيع اسماع الموتى ؟ القرأن ينفي ذلك نفيا واضحا وتاما وذلك من خلال ثلاث ايات في غاية الوضوح  الاية الاولى تقول :إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ 80 النمل ، والاية الثانية تقول : فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) الروم ، والاية الثالثة تقول :
وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) فاطر
هنا كلام واضح جدا وصارم بأن محمد لا يمكنه اسماع الموتى ولا من في القبور ابدا ، ولكن نجد في الاحاديث العكس تماما فحين نقرأ هذه القصة الموجودة في كتب كثيرة  فمثلا يقول بن كثير في كتاب البداية والنهاية :
قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت: لما أمر رسول الله 
 بالقتلى أن يطرحوا في القليب، طرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ في درعه فملأها فذهبوا ليخرجوه فتزايل لحمه، فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة.
فلما ألقاهم في القليب، وقف عليهم فقال: )يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا(.
قالت: فقال له أصحابه: يا رسول الله أتكلم قوما موتى؟
فقال: )لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق
رواية أخرى :
قال ابن إسحاق: وحدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: سمع أصحاب النبي 
 رسول الله من جوف الليل، وهو يقول: «يا أهل القليب، يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام - فعدد من كان منهم في القليب - هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا».
فقال المسلمون: يا رسول الله 
 أتنادي قوما قد جيفوا؟
فقال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني».
وقد رواه الإمام أحمد، عن ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، فذكر نحوه.
وهذا على شرط الشيخين.

نلاحظ أن محمدا كلم قتلى المشركين بعد ثلاثة ايام من قتلهم وقد اصبحو جيفا ، وقد استغرب اصحابه هذا الامر وسألوه كيف تخاطب موتى لا يسمعون ؟ فأكد لهم انهم اشد سمعا من الصحابة الاحياء انفسهم .
ولقد اكتشفت عائشة بالفعل ذلك التناقض  كما هي عادتها وفطنتها لأمور كثيرة سنتحدث عنها في حينها ، لذلك يذكر بن كثير :
قالت عائشة: والناس يقولون لقد سمعوا ما قلتُ لهم، وإنما قال رسول الله 
: لقد علموا
لكن بن كثير لم يعجبه قول عائشة ولذلك قام برده بالقول :
قلت: وهذا مما كانت عائشة رضي الله عنها تتأوله من الأحاديث، كما قد جمع ما كانت تتأوله من الأحاديث في جزء، وتعتقد أنه معارض لبعض الآيات، وهذا المقام مما كانت تعارض فيه قوله: { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ [فاطر: 22] .
وليس هو بمعارض له، والصواب قول الجمهور من الصحابة ومن بعدهم للأحاديث الدالة نصا، على خلاف ما ذهبت إليه رضي الله عنها وأرضاها.
والغريب جدا رفض بن كثير كلام عائشة رغم انها أم المؤمنين واحب نساء محمد اليه واعلم الناس باقوال محمد ومحمد نفسه يأمر المسلمين بأن يأخذو نصف دينهم من عائشة لكن بن كثير لم يبالي بتلك الاقوال ورفض كلام عائشة ،
والناظر للايات والاحاديث يكتشف ان التناقض واقع ولا ريب مهما حاول بن كثير وغيره القفز عليه .

علي سعداوي