الاثنين، 14 نوفمبر 2011

من خرافات اهل السنة:2 الملائكة تشرك وتقتل وتزني


دائما ما يقوم أهل السنة بمهاجمة الطوائف الاخرى مثل الشيعة والصوفية ويتهمون تلك الطوائف بأنهم ينشرون الاكاذيب والخرافات ، وان كان صحيحا أن لدى الطوائف الاخرى الكثير من الاكاذيب والخرافات الا أن الباحث في كتب اهل السنة يجد أن الخرافات والاكاذيب والاساطير مكدسة في كتبهم أكثر من كتب أي طائفة اخرى او اي مذهب أخر او حتى اي دين اخر ، ولو بذل ابناء الطائفة الشيعية ادنى مجهود في البحث في كتب اهل السنة لوجدو ما يدافعون به عن طائفتهم ويصدون به هجوم اهل السنة بل ويضعوهم دائما في موقع المدافع عن نفسه ، وانا بصفتي سني (سابقا) ودارس لكتب اهل السنة بشئ من التفاصيل استطيع اخراج  الخرافات والاساطير من كتب اهل السنة بما لا يخطر على بال اهل السنة ولا حتى الشيعة ، علما بان تلك الخرافات ليست في كتب هامشية او غير معترف بها بل هي في اهم الكتب لدى اهل السنة ويدونها اهم علماءهم ، ولقد ذكرنا سابقا خرافة من تفسير البغوي وقلنا ان البغوي من اهم علماء اهل السنة والجماعة وان الخرافة مأخوذة من اهم كتبه وهو تفسير البغوي للقران وكانت الخرافة تتحدث عما دار من حديث بين هدهد سليمان وهدهد بلقيس وتدخل العقاب في الامر ....الخ وكانت خرافة في منتهى الغرابة والطرافة وقد ذكرناه تحت عنوان ( عنفير ويعفور ) والان سنستخرج من كتاب اخر من اهم كتب اهل السنة والجماعة وهو تفسير ابن كثير الذي يعد اهم التفاسير لدى اهل السنة وهو للعلامة ابن كثير الذي يعد من اهم واكبر علماء اهل السنة ولا احتاج لاثبات ذلك لأن ذلك امرا معروفا لدى كل ابناء اهل السنة ،
ففي تفسير ابن كثير للاية رقم 102 من سورة البقرة  .
وقال : ابن أبي حاتم أخبرنا أبي أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا عبد الله يعني ابن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو ويونس بن خباب عن مجاهد قال كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه انظر هل طلعت الحمراء لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله هي صاحبة الملكين قالت الملائكة يا رب كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام وينتهكون محارمك ويفسدون في الأرض . قال إني ابتليتهم فلعل إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون قالوا لا قال : فاختاروا من خياركم اثنين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما إني مهبطكما إلى الأرض وعاهد إليكما أن لا تشركا ولا تزنيا ولا تخونا فأهبطا إلى الأرض وألقى عليهما الشهوة وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة فتعرضت لهما فراوداها عن نفسها فقالت إني على دين لا يصح لأحد أن يأتيني إلا من كان على مثله قالا : وما دينك قالت المجوسية قالا : الشرك هذا شيء لا نقربه فمكثت عنهما ما شاء الله تعالى . ثم تعرضت لهما فراوداها عن نفسها فقالت ما شئتما غير أن لي زوجا وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح فإن أقررتما لي بديني وشرطتما لي أن تصعدا بي إلى السماء فعلت فأقرا لها بدينها وأتياها فيما يريان ثم صعدا بها إلى السماء فلما انتهيا بها إلى السماء اختطفت منهما وقطعت أجنحتهما فوقعا خائفين نادمين يبكيان وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين فإذا كان يوم الجمعة أجيب . فقالا : لو أتينا فلانا فسألناه فطلب لنا التوبة فأتياه فقال : رحمكما الله كيف يطلب التوبة أهل الأرض لأهل السماء قالا : إنا قد ابتلينا قال ائتياني يوم الجمعة فأتياه فقال : ما أجبت فيكما بشيء ائتياني في الجمعة الثانية فأتياه فقال : اختارا فقد خيرتما إن اخترتما معافاة الدنيا وعذاب الآخرة وإن أحببتما فعذاب الدنيا وأنتما يوم القيامة على حكم الله فقال أحدهما إن الدنيا لم يمض منها إلا القليل. وقال الآخر ويحك إني قد أطعتك في الأمر الأول فأطعني الآن إن عذابا يفنى ليس كعذاب يبقى. فقال إننا يوم القيامة على حكم الله فأخاف أن يعذبنا قال لا : إني أرجو إن علم الله أنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة أن لا يجمعهما علينا قال : فاختارا عذاب الدنيا فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار عاليهما سافلهما - وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر - وقد تقدم في رواية ابن جرير من حديث معاوية بن صالح عن نافع عنه رفعه وهذا أثبت وأصح إسنادا ثم هو والله أعلم 
الملاحظة الاولى في هذه الرواية أن المتحدث هو الصحابي المعروف عبدالله بن عمر وهو بن عمر بن الخطاب ،
الملاحظة الثانية : وهي ملاحظة هامة جدا وتعطينا معلومة مهمة عن نظرة الصحابة للفلك والكون وهي ان عبدالله بن عمر يتحدث عن كوكب الزهرة كان في اصله أمرأة جميلة اغوت ملائكة الله فسخطها الله وحولها الى كوكب في السماء وهو المسمى الزهرة ، طبعا من المستحيل أن يكون ذلك الكوكب في اصله أمراة على الاقل بسبب كبر حجم الكوكب لصغر حجم المرأة ولكن هذا يعطينا انطباعا واضحا عن نظرة الصحابة للكون ولا يمكن أن تخالف نظرة عبد الله بن عمر نظرة محمد ، ولذلك ذكر بن كثير رواية تؤكد ذلك في تفسيره للاية فيقول :وقال أبو جعفر بن جرير رحمه الله حدثنا القاسم أخبرنا الحسين وهو سنيد بن داود صاحب التفسير أخبرنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال سافرت مع ابن عمر فلما كان من آخر الليل قال يا نافع انظر طلعت الحمراء ؟ قلت لا مرتين أو ثلاثا ثم قلت قد طلعت قال لا مرحبا بها ولا أهلا قلت سبحان الله نجم مسخر سامع مطيع . قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ومن الغريب ان يغضب الله على احد فيحوله الى كوكب عظيم في السماء ويخلد ذكراه الى ابد الابدين !
الملاحظة الثالثة : بعد أن نتجاوز حوار الله مع الملائكة نلاحظ اسماء الملكين ( هاروت وماروت ) ومدى اختلاف اسميها عن اسماء بقية الملائكة .
الملاحظة الرابعة في هذه القصة هي أن الزهرة ديانتها مجوسية  مع التنويه بأن الزهرة في هذه القصة هبطت من السماء من اجل اغواء الملكين ثم عادت ولكن في الروايات الاخرى كما سنرى أن الزهرة في اصلها أمرأة سخطها الله الى كوكب اثناء صعودها في السماء .
الملاحظة الخامسة : أن الملكين رفضا اعتناق دين الزهرة ولكنهما اقراها على دينها وصعدا بها الى السماء
الملاحظة السادسة : حين وصلا الملكين الى السماء اختطفت منهم الزهرة ثم قام احد ما من قبل الله بتقطيع اجنحة الملكين فسقطا على الارض ، وهو طبعا قول مضحك جدا ومثير للسخرية ويدل على أن نظرة الصحابة للملائكة تشابه نظرتهم للطيور .
الملاحظة السابعة : ان الملكين ذهبا الى احد الاشخاص من اهل الارض فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة فاختارا الاول ، ولكن لا ندري ما اهمية هذا الشخص حتى يقوم بتخيير الملكين بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ؟
الملاحظة الثامنة : أن الملكين الان ( في بكرات من حديد في قليب مملوء من نار عاليهما سافلهما ) طبعا وصف للعذاب يطغى عليه الخيال البدوي .

هذه رواية واحدة من تفسير بن كثير للاية رقم 102 من سورة البقرة واذا ما اكملنا ما يرويه بن كثير في تفسيره لهذه الاية فسنجد أن الغرائب والمتناقضات لا حصر لها فالرواية السابقة ذكرها بن كثير عن عبد الله بن عمر لكنه يذكرها بطريقة اخرى عن عبد الله بن عمر عن محمد نفسه فيقول بن كثير :

 ذكر الحديث الوارد في ذلك إن صح سنده ورفعه وبيان الكلام عليه " قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في مسنده أخبرنا يحيى بن بكير حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أي رب " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون " قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا . وهكذا رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن الحسن عن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن بكير -
نلاحظ في هذه الرواية عن محمد ان المرأة طلبت من الملكين ان ينطقا بكلمة الشرك فرفضا ثم طلبت منهما ان يقتلا صبيا فرفضا ثم طلبت منهما ان يشربا الخمر فقبلا فلما شربا الخمر فعلا كل المنكرات فلما افاقا اخبرتهما المرأة بما فعلا فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ويلاحظ التناقضات مع الرواية السابقة ولأكثار التناقضات نأخذ هذه الرواية من بن كثير ، قال :
وأقرب ما ورد في ذلك ما قال ابن أبي حاتم أخبرنا عصام بن رواد أخبرنا آدم أخبرنا أبو جعفر حدثنا الربيع بن أنس عن قيس بن عباد عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : لما وقع الناس من بعد آدم عليه السلام فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر بالله قالت الملائكة في السماء يا رب هذا العالم الذي إنما خلقتهم لعبادتك وطاعتك قد وقعوا فيما وقعوا فيه وركبوا الكفر وقتل النفس وأكل المال الحرام والزنا والسرقة وشرب الخمر فجعلوا يدعون عليهم ولا يعذرونهم فقيل إنهم في غيب فلم يعذروهم فقيل لهم اختاروا من أفضلكم ملكين آمرهما وأنهاهما فاختاروا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض وجعل لهما شهوات بني آدم وأمرهما الله أن يعبداه ولا يشركا به شيئا ونهيا عن قتل النفس الحرام وأكل المال الحرام وعن الزنا والسرقة وشرب الخمر فلبثا في الأرض زمانا يحكمان بين الناس بالحق وذلك في زمن إدريس عليه السلام وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب وأنهما أتيا عليها فخضعا لها في القول وأراداها على نفسها فأبت إلا أن يكونا على أمرها وعلى دينها فسألاها عن دينها فأخرجت لهما صنما فقالت : هذا أعبده فقالا : لا حاجة لنا في عبادة هذا فذهبا فعبرا ما شاء الله ثم أتيا عليها فأراداها على نفسها ففعلت مثل ذلك فذهبا ثم أتيا عليها فأراداها على نفسها فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم. قالت : لهما اختارا أحد الخلال الثلاث إما أن تعبدا هذا الصنم وإما أن تقتلا هذه النفس وأما أن تشربا هذه الخمر فقالا : كل هذا لا ينبغي وأهون هذا شرب الخمر فشربا الخمر فأخذت فيهما فواقعا المرأة فخشيا أن تخبر الإنسان عنهما فقتلاها فلما ذهب عنهما السكر وعلما ما وقعا فيه من الخطيئة أرادا أن يصعدا إلى السماء فلم يستطيعا وحيل بينهما وبين ذلك وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه فعجبوا كل العجب وعرفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض فنزل في ذلك " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض " فقيل لهما اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فقالا أما عذاب الدنيا فإنه ينقطع ويذهب وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له فاختارا عذاب الدنيا فجعلا ببابل فهما يعذبان   وقد رواه الحاكم في مستدركه مطولا عن أبي زكريا العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن راهويه عن حكام بن سلم الرازي وكان ثقة عن أبي جعفر الرازي به : ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه فهذا أقرب ما روي في شأن الزهرة والله أعلم .
في هذه الرواية نلاحظ كثرة التناقضات مع الروايات السابقة فمثلا في المرة الاولى كانت المرأة كوكبا ثم اصبحت امراة ثم عادت امرأة اما هذه الرواية فكانت أمراة تشبه في حسنها حسن الزهرة على سائر الكواكب ، كما أن ديانة المرأة كانت في الرواية الاولى مجوسية وفي هذه الرواية كانت تعبد صنما ، ايضا في الرواية الاولى طلبت المرأة من الملكين اقرارها على دينها ويصعدا بها الى السماء ، وفي هذه الرواية خيرتهم بين ثلاث خيارات وهم عبادة الصنم او قتل النفس او شرب الخمر ، ايضا في الرواية الاولى اقرا بدين المرأة وصعدا معها ، وفي هذه الرواية شربا الخمر ثم فعلا بقية المنكرات ، ايضا في الرواية الاولى صعدا بالمرأة وفي هذه الرواية قتلاها وفي رواية اخرى قتلا الصبي وفي رواية اخرى قتلا ابن الجيران وفي رواية اخرى لم يقتلا احد ، ايضا في الرواية الاولى صعدا الى السماء ، وفي هذه الرواية حاولا الصعود فلم يستطيعا ، وفي الرواية الاولى ذهبا لأحد ما ( مجهول ) فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ، وفي رواية قيل لهما اختارا ، وفي رواية اخرى هبط عليهم احد الملائكة ، وهكذا التناقضات تتكاثر بشكل غريب جدا ومازالت فسنلاحظ في الروايات القادمة التناقضات حتى عن اسم المرأة ، فمرة اسمها مناهية ومرة اسمها الزهرة وبيدخت واناهيد ، والتناقضات تستمر عن كيفية اغوائها للملكين وكيفية صعودها وكيفية مسخها كوكبا وايضا في كل ما يتعلق بالملكين ،
واليكم هذه الرواية من نفس الكتاب
وقال ابن أبي حاتم أخبرنا أبي أخبرنا سلم أخبرنا القاسم بن الفضل الحذائي أخبرنا يزيد يعني الفارسي عن ابن عباس أن أهل سماء الدنيا أشرفوا على أهل الأرض فرأوهم يعملون المعاصي فقالوا : يا رب أهل الأرض كانوا يعملون بالمعاصي فقال الله أنتم معي وهم في غيب عني فقيل لهم اختاروا منكم ثلاثة فاختاروا منهم ثلاثة على أن يهبطوا إلى الأرض على أن يحكموا بين أهل الأرض جعل فيهم شهوة الآدميين فأمروا أن لا يشربوا خمرا ولا يقتلوا نفسا ولا يزنوا ولا يسجدوا لوثن فاستقال منهم واحد فأقيل فأهبط اثنان إلى الأرض فأتتهما امرأة من أحسن الناس يقال لها مناهية فهوياها جميعا ثم أتيا منزلها فاجتمعا عندها فأراداها فقالت : لهما لا حتى تشربا خمري وتقتلا ابن جاري وتسجدا لوثني فقالا : لا نسجد ثم شربا من الخمر ثم قتلا ثم سجدا فأشرف أهل السماء عليهما وقالت : لهما أخبراني بالكلمة التي إذا قلتماها طرتما فأخبراها فطارت فمسخت جمرة وهي هذه الزهرة وأما هما فأرسل إليهما سليمان بن داود فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فهما مناطان بين السماء والأرض وهذا السياق فيه زيادة كثيرة وإغراب ونكارة والله أعلم بالصواب.
وهذه رواية اخرى وفيها أن الملكين لم يقتلا طفلا ولا صبيا ولا ابن الجيران ولا الزهرة نفسها كما ذكرت الروايات السابقة ولكن القتيل هذه المرة كان الزوج وهذا يدل على ان الزهرة كان لها زوج  يقول بن كثير :
وقال عبد الرزاق : قال معمر قال قتادة والزهري عن عبيد الله بن عبد الله " وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت " كانا ملكين من الملائكة فأهبطا ليحكما بين الناس وذلك أن الملائكة سخروا من حكام بني آدم فحاكمت إليهما امرأة فحافا لها ثم ذهبا يصعدان فحيل بينهما وبين ذلك ثم خيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا . وقال معمر : قال قتادة فكانا يعلمان الناس السحر فأخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر . وقال أسباط عن السدي أنه قال كان من أمر هاروت وماروت أنهما طعنا على أهل الأرض في أحكامهم فقيل لهما إني أعطيت بني آدم عشرا من الشهوات فبها يعصونني قال : هاروت وماروت : ربنا لو أعطيتنا تلك الشهوات ثم نزلنا لحكمنا بالعدل فقال : لهما انزلا فقد أعطيتكما تلك الشهوات العشر فاحكما بين الناس فنزلا ببابل ديناوند فكانا يحكمان حتى إذا أمسيا عرجا فإذا أصبحا هبطا فلم يزالا كذلك حتى أتتهما امرأة تخاصم زوجها فأعجبهما حسنها واسمها بالعربية الزهرة وبالنبطية بيدخت وبالفارسية أناهيد . فقال أحدهما لصاحبه إنها لتعجبني قال الآخر قد أردت أن أذكر لك فاستحييت منك . فقال الآخر هل لك أن أذكرها لنفسها ؟ قال نعم ولكن كيف لنا بعذاب الله ؟ قال الآخر إنا لنرجو رحمة الله فلما جاءت تخاصم زوجها ذكر إليها نفسها فقالت : لا حتى تقضيا لي على زوجي فقضيا لها على زوجها ثم واعدتهما خربة من الخرب يأتيانها فيها فأتياها لذلك فلما أراد الذي يواقعها قالت ما أنا بالذي أفعل حتى تخبراني بأي كلام تصعدان إلى السماء وبأي كلام تنزلان منها فأخبراها فتكلمت فصعدت فأنساها الله تعالى ما تنزل به فثبتت مكانها وجعلها الله كوكبا فكان عبد الله بن عمر كلما رآها لعنها وقال هذه التي فتنت هاروت وماروت فلما كان الليل أرادا أن يصعدا فلم يطيقا فعرفا الهلكة فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فعلقا ببابل وجعلا يكلمان الناس كلامهما وهو السحر .
وهذه رواية اخرى وفيها ان الملكين كشفا عن عورتهما للمرأة :
 وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد أما شأن هاروت وماروت فإن الملائكة عجبت من ظلم بني آدم وقد جاءتهم الرسل والكتب والبينات فقال لهم ربهم تعالى : اختاروا منكم ملكين أنزلهما يحكمان في الأرض فاختاروا فلم يألوا هاروت وماروت فقال لهما حين أنزلهما أعجبتم من بني آدم من ظلمهم ومعصيتهم وإنما تأتيهم الرسل والكتب من وراء وراء . وإنكما ليس بيني وبينكما رسول فافعلا كذا وكذا ودعا كذا وكذا فأمرهما بأمور ونهاهما ثم نزلا على ذلك ليس أحد أطوع لله منهما فحكما فعدلا فكانا يحكمان في النهار بين بني آدم فإذا أمسيا عرجا فكانا مع الملائكة منزلان حين يصبحان فيحكمان فيعدلان حتى أنزلت عليهما الزهرة في أحسن صورة امرأة تخاصم فقضيا عليها فلما قامت وجد كل واحد منهما في نفسه فقال أحدهما لصاحبه وجدت مثل الذي وجدت ؟ قال نعم فبعثا إليها أن ائتيانا نقض لك فلما رجعت قالا وقضيا لها فأتتهما فكشفا لها عن عورتيهما وإنما كانت سوآتهما في أنفسهما ولم يكونا كبني آدم في شهوة النساء ولذاتها فلما بلغا ذلك واستحلا افتتنا فطارت الزهرة فرجعت حيث كانت فلما أمسيا عرجا فزجرا فلم يؤذن لهما ولم تحملهما أجنحتهما فاستغاثا برجل من بني آدم فأتياه فقالا ادع لنا ربك فقال : كيف يشفع أهل الأرض لأهل السماء ؟ قالا : سمعنا ربك يذكرك بخير في السماء فوعدهما يوما وغدا يدعو لهما فدعا لهما فاستجيب له فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال : ألا تعلم أن أفواج عذاب الله في الآخرة كذا وكذا في الخلد وفي الدنيا تسع مرات مثلها ؟ فأمرا أن ينزلا ببابل فثم عذابهما وزعم أنهما معلقان في الحديد مطويان يصفقان بأجنحتهما.

ويوجد خرافات اخرى يرويها بن كثير في تفسيره لنفس الاية وهي الاية رقم 102 من سورة البقرة وسنذكرها في مقالات اخرى ، وقد يقول قائل أن هذه الروايات ليست صحيحة ولكننا نرد عليه بالقول أننا هنا لا نريد  بهذه الروايات الاستدلال لمسألة فقهية حتى نبحث عن روايات صحيحة نحن فقط نريد ان نثبت أن كتب اهل السنة مليئة بالخرافات وهذا  تفسير بن كثير من اهم كتب اهل السنة وبن كثير من اهم علماءهم وهذه الروايات سواء كانت صحيحة ام لا لكنها بلا شك موجودة في تفسير بن كثير وهذا هو ما أردنا قوله

علي سعداوي