فقال رسول الله : إن في أصحابي جهدا فلو نظرتهم أياما، فقال جبريل : إنهض إليهم، فوالله لأدقنهم كدق البيض على الصفا، ولأدخلن فرسي هذا عليهم في حصونهم ثم لأضعضعنها، فأدبر جبريل ومن معه من الملائكة حتى سطع الغبار في زقاق بني غنم، وهم طائفة من الأنصار.
وفي البخاري عن أنس، قال: كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار لبني قريظة، والموكب بكسر الكاف؛ اسم لنوع من السير.
( لاحظ قوله فوالله ) ثم لاحظ قوله ( لاضعضعنها) وهي مصطلحات على الطريقة البدوية المعروفة كما انها الفاظ غريبة على جبريل ، المهم أن جبريل بعد هذا القسم على ان يدقهم دق البيض على الصفا وهي كلمات بدوية بحتة ثم ذهب هو وموكبه من الملائكة الى بني قريظة تاركا لمحمد واصحابه الغبار الساطع في زقاق بني غانم ، لكن جبريل هنا اختفى تماما ولم يفعل شيئا مما قال ولم يقتل حتى قطة من قطط بني قريظة بل وانتهت مهمته عند هذا الحد ، وبعد ان ذهب جبريل وموكبه الى المجهول وتحولهم الى سراب وعدم العثور على اثر لهم ابتدأت مهمة محمد في دق طبول الحرب والتعبئة والتحشيد للجيش العرمرم الذي سيغزو على بيوت بني قريظة المكدسة بالدنانير والذهب والفضة والنساء الجميلات والنساء هنا ليس شرطا ان تكون فتاة ام امرأة متزوجة فلا فرق عند الصادق الامين ، وارى ان السبب الاساسي لسرعة التجهيز وشن الهجوم على بني قريظة فيه ذكاء لمحمد لتحقيق عنصر المفاجأة لبني قريظة لأن لا احد يتوقع من هولاء العائدون حالا من غزوة الخندق منهكين ومتعبين سيشنون هجوما سريعا على بيوت بني قريظة الهادئة ، كما انني ارى ان سبب الهجوم الحقيقي هو اكتشاف محمد بعد غزوة الخندق انه يستطيع عمل شئ ، خصوصا وانه استطاع تكوين جيش فدائي يقاتل على نصرين مضمونين بالنسبة له اما الموت والفوز بحوريات الجنة او القتل والفوز بحورية المقتول وامواله ،واما اكثر هذه الحوريات والاموال عند بني قريظة وهم بالتاكيد سيكونون صيدا سهلا عند محمد واصحابه وواضح ان محمد كان يراوده حلم الاستيلاء على بني قريظة بالكامل واكتشف الان ان هذا هو الوقت المناسب لتحقيق ذلك الحلم فجاء بجبريل على بغلته الشهباء حتى يضع قدسية على الهجوم وشن الهجوم فورا . وعلى جانب الاخر ضاقت الدنيا في وجوه بني قريظة وحاولو ايجاد مخرج باي طريقة والتفاوض مع محمد الا ان كل محاولاتهم فشلت لأن محمد جاء رحمة للعالمين ولابد لبني قريظة ان يتذوقو هذه الرحمة المهداة ، فهذا هو محمد الذي جاء ليخرج بني قريظة من الظلمات الى النور بأذن ربهم ! ومن يدري ربما تكون هذه الحياة ظلمات والخروج منها نور ! . وبعد مفاوضات كثيرة توصل الطرفان الى تحكيم سعد بن معاذ الذي كان يتمنى هذه اللحظة وقد امتلئ قلبه غيظا من اليهود ومن بني قريظة على وجه الخصوص وكان يدعو عليهم وبما انه من اشد الناس كراهية وعداوة لبني قريظة فالبتاكيد سيكون قاضيا محايدا وحكما عدلا( وليس طرفا في الموضوع) وسيكون حكمه هو عين العدل ولذلك حين انتهز سعد الفرصة التي جاءته على طبق من ذهب وجد ان الوقت قد حان للتخلص من بني قريظة على بكرة ابيهم ليصبحو نسيا منسيا وان الحكم العادل فيهم هو نحرهم جميعا واخذ اموالهم واولادهم وسبي نسائهم وهذه الجزئية الاخيرة هي ما يبحث عنها محمد فسعد اراد القضاء على بني قريظة ليشفي غله ، ومحمد رأى في القضاء عليهم مكسبا ماديا ونسائيا بامتياز ، لذلك توافق حكم سعد مع ارادة الله واتضح ان هذا الحكم هو ما يريده الله من فوق سبع سموات . والغريب هوالتناقض الذي وقع فيه محمد في هذه الجزئية ، هو ان كان الله يريد هذا الحكم وانت تعلم بأن الله يريد هذا الحكم فما قيمة تحكيم سعد بن معاذ؟ ولماذا تركت انت حكم الله ولجأت الى سعد اليس هذا كفرا ؟ وبما انك تعرف ان هذا هو حكم الله فلماذا لم تعلن عنه من البداية وتقول ان الله اراد هذا الحكم ؟ طبعا لا يوجد احد يجرؤ على سؤال محمد او حتى التفكير فيما يقول ، المهم ان حكم سعد الذي هو حكم محمد الذي هو حكم الله قضى او حكم بنحر بني قريظة عن بكرة ابيهم وابادة طائفة كاملة ( واعتقد انه اول مرة في التاريخ يتم نحر اقلية وابادتها بكاملها بهذه الوحشية ) ربما كان هذا لأن الرسول اراد اخراجهم من الظلمات الى النور خصوصا وانه بُعث رحمة للعالمين ! وكان معه اصحابه لأنهم خير امة اخرجت للناس ! وانهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر !
. المهم بدأت المذبحة وتم نحر رجال بني قريظة نحرا وذبحهم ذبحا وردمهم ردما ، وهم لا حول ولا قوة مواطنين عزل لا يجدون ما يدافعون به عن انفسهم . وان كنا نجد عدة روايات عن عدد (المغدورين) الا ان الاقرب للصحة انهم ما بين 700 الى 800 ولنعتبرهم 750 ضحية ( ونذكر بأن كل المصادر لهذه القصة مصادر اسلامية غير محايدة تكتب لصالح محمد واتباعة فلا توجد لا جهة محايدة ولا جهة من جانب اليهود فمن فمك ادينك )
واقرأ هذه الجزئية من السيرة الحلبية كمثال
فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم رسول الله. أي وذلك ليلا على مشعل السعف ثم ردّ عليهم التراب في تلك الخنادق، وعند قتلهم صاحت نساؤهم، وشقت جيوبها، ونشرت شعورها، وضربت خدودها، وملأت المدينة نواحا . |
فلاحظ الرحمة التي حلت علي بني قريظة فجعلت النساء تصيح وتشق الجيوب وتنشر الشعور وتلطم الخدود .وتملأ المدينة نواحا وبكاء ، انها اثار رحمة ربك ! وهذا الحدث لم يسبق له مثيل في المدينة ولا في التاريخ ولم تعرف المدينة حادثا مماثلا من قبل أن يطلع البدر عليها من ثنيات الوداع !
وبعد نحر هولاء المساكين فتح الله لرسوله صلعم ولاتباعه فتحا مبينا من الاموال والولدان والنساء ، واعتقد ان الفتح النسائي العظيم هو الاكثر اثارة ، وللمحافظة على النساء احياء لم يقتل منهن الا امرأة واحدة اختلف في اسمها ، لكني اكاد اجزم بأنها لم تكن جميلة ،
وبعد ان ان انتهت مهمة سعد ، بدات المهمة الاكثر اثارة وهي مهمة محمد اقرا هذه الجزئية لابن كثير في البداية والنهاية
قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله قسَّم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين، بعد ما أخرج الخمس، وقسَّم للفارس ثلاثة أسهم، سهمين للفرس، وسهما لراكبه، وسهما للراجل، وكانت الخيل يومئذ ستا وثلاثين.
وطبعا محمد كعادته كان مطيعا لربه ولم ينسى نصيبه من الدنيا فاصطفى لنفسه (كعادته) امرأة رجل ( ولا ادري ما سر اصطفائه الدائم للمتزوجات برغم امره لغيره بنكاح الابكار ؟) والمرأة هي ريحانة بنت عمرو واقرا هذه الجزئية من السيرة الحلبية
واصطفى لنفسه منهم ريحانة بنت عمرو وهو شمعون مولى رسول الله من بني النضير، وكانت متزوّجة في بني قريظة، ولعله مراد من قال إنها كانت من بني قريظة، أي وكانت جميلة، وأسلمت بعد أن أبت الإسلام ووجد في نفسه: أي غضب بسبب ذلك، أي بسبب عدم إسلامها، ولم يظهر ذلك، ثم لما أسلمت سرّ رسول الله بذلك.
فقد جاء «لما أبت ريحانة الإسلام عزا لها ووجد في نفسه لذلك، وأرسل إلى ثعلبة بن شعبة وكان ممن نزل من حصون بني قريظة في الليلة التي صبيحتها نزلت بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ، أي على ما في بعض الروايات «وأسلم هو وإخوته أسيد وأسيد وأسد وابن عمه، وأحرزوا دماءهم وأموالهم، وليسوا من بني قريظة، وإنما هم من بني هذيل «فذكر له ذلك، فقال سعد: فداك أبي وأمي هي مسلمة» أي ظنا منه أنها تسلم «فخرج حتى جاءها ولا زال يقول لها أسلمي يصطفيك رسول الله لنفسه، فأجابت إلى ذلك وأسلمت، فبينما هو في مجلس من أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال: إن هاتين لنعلا مبشري بإسلام ريحانة فكان كذلك، وأخبره أنها أسلمت، فسر بذلك، واستمرت عند رسول الله وهي في ملكه، اختارت بقاءها في ملكه على العتق والنكاح، أي فقد خيرها بين أن يعتقها ويتزوجها أو تكون في ملكه يطؤها بالملك؟ فاختارت أن تكون في ملكه».
قال بعضهم: والأثبت عند أهل العلم أنه أعتقها وتزوجها وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشا، وأعرس بها في المحرم سنة ست بعد أن حاضت حيضة، وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه، فطلقها تطليقة، فأكثرت من البكاء، فراجعها، ولم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع سنة عشر، فدفنها بالبقيع. ووجوب استبرائها بحيضة يدل لما قاله فقهاؤنا أن من ملك أمة وطئها غيره وطئا غير محرم لا يحل له تزوجها قبل استبرائها وإن أعتقها.
وتقدّم أن قريظة والنضير أخوان من أولاد هارون على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام.
ففتح الله على رسوله بامرأة متزوجة بعد ان ذبح الرسول زوجها وبقية القوم علما بأن المرأة رفضت الرسول مرارا وتكرارا وحاولت الهروب منه بشتى الطرق لكن الله غالب على امره ولو كره الكافرون ، ولا مناص لهذه المراة ولا لغيرها من النساء للهروب من نكاح هذه الرحمة العالمية التي جاءت بالذباح والصياح والنكاح في الدنيا والاخرة .
وبهذا نكون قد القينا الضوء على بعض هذه الفتوحات الربانيه العظيمة لصاحب والخلق العظيم شفيع الامة وكاشف الغمة رحمة الله للعالمين ، ولقد تجاوزنا عن الكثير اختصارا للوقت وماهذا الا غيض من فيض فمازالت هنالك رحمات متعددة وفتوحات كثيرة سنلقي عليها الضوء لاحقا .
اما سعد بن معاذ وما جرى له بعد هذه المذبحة ففيه الكثير والكثير وسنتحدث عن ذلك لاحقا .
الخلاصة : غزوة بني قريظة لم تكن الا مذبحة بشعة لا مثيل لها وقيل حولها الكثير من الغرائب التي لا يستسيغها عاقل
تساؤلات تبحث عن اجابات
1-كيف تلطخ وجه جبريل بالتراب ومن لطخه ؟
2-ذهب جبريل بجيش من الملائكة الى بني قريظة ثم اختفو ، اين ذهبو؟
3-برغم ان جبريل اعظم الملائكة ومعه جيش كبير من الملائكة يركبون الخيل ويحملون السيوف الا انهم لم يستطيعو قتل احد ولا حتى اصابته ، لماذا ؟
4-لماذا لم يأتي ملك الجبال صاحب العرض (اياه) ويخلص الموضوع ؟
6-كيف يقوم اعظم النبيين واصحابه واعظم الملائكة وجيشه من الملائكة بمهاجمة قوم عزل في بيوتهم ومع نساءهم واطفالهم وهم لا يحملون حتى سكينا ليدافعون بها عن انفسهم ؟
7- اذا كان حكم سعد بن معاذ هو حكم الله من فوق 7 سموات فلماذا اخفى محمد حكم الله وانتظر حكم سعد ؟
7-لو كان حكم سعد كان مختلفا هل كان محمد سيوافق عليه ام انه سيطبق حكم الله من فوق سبع سموات وهوذبح بني قريظة واخذ نساءهم واموالهم ؟
8-سؤال مهم جدا وسهل جدا ، اين ذهبت نساء بني قريظة ؟
9-اخر مثله ، اين ذهب اطفال بني قريظة ؟
10- اخر مثله اين ذهبت اموال بني قريظة ؟
11-هل حين باع محمد واصحابه اطفال بني قريظة كعبيد وحولوهم الى عبيد هل بذلك اخرجهم من الظلمات الى النور ؟
12-هل ترى من هذه القصة ان الاسلام يحارب العبودية