السبت، 24 ديسمبر 2011

ورطة العين الحمئة

أنها بالفعل ورطة كبيرة جدا  تواجه العلماء المسلمين في القرأن أنها كارثة غروب الشمس في عين حمئة ، ولقد حاول العلماء المسلمون قديما وحديثا الخروج من هذه الورطة بكل الوسائل والتخلص منها بكل الطرق ولكنهم فشلو فشلا ذريعا في الخروج من العين الحمئة التي وضعهم القرأن وبالتحديد سورة الكهف فيها ، واكبر ما لديهم من حجج واعظم ما لديهم من براهين واقوى ما عندهم من دفاعات هو قولهم الوحيد اليتيم أن كلمة وجدها في اية ( وجدها تغرب في عين حمئة ) لم تكن الا مجازا وأن ذا القرنين هو الذي رأى الشمس تغرب في عين حمئة ولم يكن ذلك حقيقية ، ومثلهم الوحيد اليتيم الذي يستندون اليه قولهم أن الانسان قد يرى الشمس تغرب في البحر اثناء جلوسه على الشاطئ فيظن انها تغرب في البحر وهي ليست كذلك ،
لكن مثلهم يتبخر وقولهم يندثر حين تؤكد لهم بأن لا يوجد في الاية بحرا ولا نهرا ولا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالبحر ولا بالنهر ، فالامر يتعلق بعين حمئة ، مجرد عين صغيرة وممتلئة بالطين العفن ومن المستحيل أن يرى اي انسان الشمس تدخل داخل عين لا مجازا ولا حقيقة ولا خيالا ولا خدعة ولا ظنا ولا بأي طريقة كانت ، فلا يمكن ابدا ان يرى اي انسان الشمس تغرب داخل عين ممتلئة بالطين ، فيالها من ورطة قرأنية رهيبة .
كما ان ذا القرنين شخصية عظيمة جدا بحسب الاية ومن الواضح أنه ركب البحر مرات ومرات ولكنه لم ينخدع بغروب الشمس في البحر ابدا ، فكيف سينخدع بغروبها في عين ممتلئة بالطين العفن ؟ .
كما أن ذا القرنين وجد عند العين قوما ومعنى ذلك انه كان واقفا على العين نفسها وليس بعيدا عنها وهذا يدل على ان القرأن بقصد انه وجد الشمس تغرب داخل تلك العين اي ان الشمس تدخل في العين نفسها .
كما أن قول العلماء ان كلمة وجدها كانت مجازية يكذبه القرأن نفسه ويدحض قولهم لأن القرأن لا يذكر كلمة وجد مجازا ولا مرة واحدة فكيف يقولون انها في هذه الاية فقط كانت مجازية خصوصا وان الاية بها كلمة وجد مرتين ففي المرة الثانية يقول ووجد عندها قوما فهل قوله وجد عندها قوما كانت مجازية هي الاخرى ؟ .
ايضا أن الذي يقول أن كلمة وجدها مجازية ليس لديه دليلا واحدا على ذلك ، كما انه عاجز عجزا واضحا على ان يثبت ذلك بدليل مقنع .
أما الذي يقول أن كلمة وجدها تغرب في عين حمئة يعني رأها تغرب في عين حمئة فقوله باطل جملة وتفصيلا لأن اذا كان المتحدث هو الله فكيف يعجز عن قول رأها تغرب في عين حمئة حتى ياتي هولاء العلماء ويصححون له الجملة ؟
أنها كارثة علمية واضحة جدا وخطأَ فادحا يثبت ان هذا القرأن لا يمكن ان يكون من عند الله ابدا ، ولذلك يحاول المسلمون الهروب من هذه الاية بأي شكل حتى انهم هربو من تفسير محمد لها تفسيرا واضحا صحيحا لا شك ولا ريب فيه ولذلك سنقدم لهم تفسير محمد لهذه الاية حتى لا يحاولون اختراع التفاسير لها فأن كانو فعلا يتبعون رسولهم فعليهم باخذ تفسيره لهذه الاية وليس تجاهله كما يفعلون ،
فالاية في سورة الكهف تقول :
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )
ومحمد يؤكد تماما وبوضح تام غروب الشمس في عين عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة ، وذلك عند غروب الشمس فقال لي : يا أبا ذر هل تدرى أين تغيب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غبت الذهبي وحسنه
2: هل تدري أين تغرب هذه ؟ قلت : الله و رسوله أعلم . قال : فإنها تغرب في عين حامية صحيح ذكره الالباني في السلسلة الصحيحة
3 : عن أبي ذر قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر لربها عز وجل ساجدة تحت العرش فإذا حان خروجها أذن الله لها فتخرج فتطلع فإذا أراد أن يطلعها حيث تغرب حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غبت فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها صحيح ذكره الالباني في السلسلة الصحيحة
4: هل تدري أين تغرب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حامية صحيح سنن ابي داوود
5 : - كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، قال : يا أبا ذر ! أتدري أين تغرب الشمس ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها وتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها حتى تستشفع ، فإذا طال عليها قيل لها : اطلعي مكانك ، فذلك قوله تعالى : ? والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ?  متفق عليه البخاري ومسلم وجمع من المحدثين


فهذا كلام محمد شخصيا يؤكد أن الشمس تدخل في العين حقيقة وليس مجازا فلماذا يهرب المسلمون من تفسير رسولهم للاية ، فمحمد لم يقل أن ذا القرنين رأى ذلك مجازا بل قال وأكد أن الشمس تدخل في عين وتذهب الى عبر السماوات الى العرش وتسجد هناك حتى الصباح فتستأذن بالطلوع مرة أخرى فيؤذن لها حتى يوم القيامة حينها تستأذن فلا يؤذن لها ! فهل بعد هذا الكلام كلام ؟ وهل بعد تفسير محمد تفسير ؟
ايضا في تاريخ الطبري نجد أن الشمس لا تغرب في عين حمئة واحدة فحسب وانما تغرب في 180 عين حمئة وهو كلام ذكره الطبري عن عبدالله بن عباس حبر الامة كما يقولون ، يقول الطبري عن عباس :
ثم خلق الله للشمس عجلة من ضوء نور العرش لها ثلاثمائة وستون عروة ووكل بالشمس وعجلتها ثلاثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء الدنيا ، قد تعلق كل ملك منهم بعروة من تلك العرا ، ووكل بالقمر وعجلته ثلاثمائة وستين ملكا من الملائكة من أهل السماء ، قد تعلق بكل عروة من تلك العرا ملك منهم . ثم قال : وخلق الله لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض وكنفي السماء ثمانين ومائة عين في المغرب ، طينة سوداء ، فلذلك قوله عز وجل : { وجدها تغرب في عين حمئة } إنما يعني حمأة سوداء من طين ، وثمانين ومائة عين في المشرق مثل ذلك طينة سوداء تفور غليا كغلي القدر إذا ما اشتد غليها . قال : فكل يوم وكل ليلة لها مطلع جديد ومغرب جديد ، ما بين أولها مطلعا وآخرها مغربا أطول ما يكون النهار في الصيف إلى آخرها مطلعا ، وأولها مغربا أقصر ما يكون النهار في الشتاء ، فذلك قوله تعالى : { رب المشرقين ورب المغربين } يعني : آخرها هاهنا وآخرها ثم ، وترك ما بين ذلك من المشارق والمغارب ، ثم جمعهما فقال : { برب المشارق والمغارب } فذكر عدة تلك العيون كلها
والسؤال الان هل يرفض المسلمون تفسير رسولهم للأية ؟ ولماذا يهربون من المعنى الحقيقي للأية ؟
والحقيقة التي لا ريب فيها أن هذه الخرافة موجودة في كتاب سرياني عن تاريخ الاسكندر الاكبر والمؤلف رجل كذاب منتحل يسمي نفسه ( كاليسثنيس ) ويطلق عليه ( كاليسثنيس المنتحل ) (  pseudo callisthenes )
وهذا ما جاء في كتابه بالنص
So the whole camp mounted, and Alexander and his troops went up between the fetid sea and the bright sea to the place where the sun enters the window of heaven; for the sun is the servant of the Lordand neither by night nor by day does he cease from his travelling. The place of his rising is over the sea, and the people who dwell there, when he is about to riseflee away and hide themselves in the sea, that they be not burnt by hisrays; and he passes through the midst of the heavens to the place where he enters the window of heaven; and wherever he passes there are terrible mountains, and those who dwell there have caves hollowed out in the rocksand as soon as they see the sun passing [over them], men and birds flee away from before him and hide in the caves for rocks are rent by his blazing heat and fall down, and whether they he men or beasts, as seen as the stones touch them they are consumed. And when the sun enters the window of heavenhe straightway bows down and makes obeisance before God his Creator; and he travels and descends the whole night through the heavensuntil at length he findshimself where he rises. 

وهذه ترجمة النص
ركب الإسكندر وقواته وذهبوا إلى ما بين البحر المنتن والبحر اللامع إلى المكان الذي تدخل الشمس في نافذة السماء، فالشمس خادمة الرب وهي لا تتوقف ليلا ولا نهارا عن سيرها، مكان طلوعها فوق البحر، والناس الساكنين هناك - حين تقترب الشمس من الطلوع - يهربون ويختبئون في البحر كي لا يحترقون من أشعتها ثم تعبر في وسط السماوات إلى حيث تدخل في نافذة السماء وحينما تمر من فوق الجبال العاتية فأن من يسكنون هناك لديهم كهوف مجوفة في الصخور وحين يرون الشمس تمر من فوقهم، الناس والطيور يهربون من أمامها ويختبئون في الكهوف لأن الصخور تتشقق بالحرارة الحارقة وتسقط ،وسواء البشر او الحيوانات، كل من يمس هذه الحجارة يهلك ،وحين تدخل الشمس نافذة السماء، تسجد مباشرة أمام الله خالقها وتعلن ولائها وتسير طوال الليل خلال السماوات لتعود الى حيث طلعت
ومن الواضح أن ما قاله محمد يتوافق تماما مع قاله كاليسثنيس المنتحل ، والسؤال ألان لكل مسلم يريد الحق ما هو سر هذا التوافق الغريب بين ما جاء في القرأن والحديث مع ما ذكره كاليسثنيس المنتحل مع حق الملكية الفكرية لكاليسثنيس المنتحل لأنه سبق محمد بهذه القصة الوهمية الخرافية ، ليس ذلك فحسب بل الغريب أن كل القصص التي اوردها كاليسثنيس المنتحل في كتابه ذكرها محمد في سورة الكهف وهذا يدل على ان سورة الكهف بالكامل منقولة من كاليسثنيس المزيف .
اعتقد أن الامر في غاية الوضوح فلماذا يريد المسلم خداع نفسه واقناع نفسه بالاكاذيب والخرافات والاساطير 
علي سعداوي

رابط كتاب كاليسثنيس المنتحل 


مواضيع مشابهة لنفس الكاتب