السبت، 24 مارس 2012

مفتي السعودية يدعو لهدم الكنائس



قالت جريدة القدس العربى ان رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ومفتي عام المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أفتى بوجوب هدم جميع الكنائس في شبه الجزيرة العربية.

واعتبر الشيخ الذي يمثل المرجعية الأكبر في السعودية أن شبه الجزيرة تخضع لدين الإسلام فقط، ووجود الكنائس في بعض الدول منها هو اعتراف بصحة هذه الأديان.

وجاءت آخر فتاوى الشيخ في سياق ردّه على منظمة مجتمع مدني كويتية اعترضت على الدستور الكويتي الجديد الذي أقرّ أعضاء البرلمان مادة جديدة به الشهر الماضي لحظر بناء الكنائس الجديدة، الأمر الذي أثار موجة استياء عالية بين الأقليات المسيحية التي تعيش في شبه الجزيرة خاصة في السعودية، اليمن، عمان والكويت.

وكانت 'جمعية احياء التراث الاسلامي' الكويتية القريبة من الفكر الوهابي وجهت سؤالا الى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حول 'صحة الدعوات في ميزان الشريعة التي اطلقها اعضاء في البرلمان الكويتي الى منع او هدم الكنائس'.

فكان جواب المفتي السعودي ان 'الكويت جزء من الجزيرة. والجزيرة العربية يجب ان تهدم كل ما فيها من الكنائس لان هذه الكنائس اقرارها اقرار لدين غير الاسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم امرنا وقال (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان). فبناؤها في الاصل لا يصح لان هذه الجزيرة يجب ان تخلو من هذا كله'.

من جانبه قال الكاتب السعودي الليبرالي تركي الحمد تعليقا على الفتوى 'ماذا لو عاملونا بالمثل فهدموا مساجدنا في أمريكا وأوروبا؟ هل نلومهم؟'.

واضاف الحمد 'كم نحن بحاجة إلى خطاب ديني وسياسي جديد في هذا البلد. خطاب ديني يحترم عقائد الاخرين ويتعايش معها، وخطاب سياسي يستوعب متغيرات المجتمع'.

وحذر 'من أحداث جامعة الملك خالد واعتبرها مؤشرا خطيرا على أن الحرائق الكبيرة تبدأ بشرارة، والحكيم هو من يحاول اطفاء الشرارة قبل اندلاع الحريق، بالبحث عن الأسباب'.

وندد مجلس الاساقفة النمساويين الجمعة بشدة بالدعوة التي وجهها مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.

وجاء في بيان صادر عن المجلس نشر في ختام اجتماع له في تايناخ، جنوب النمسا، 'ان تصريحا من هذا النوع يعتبر بالنسبة الينا كاساقفة غير مقبول على الاطلاق وغير مفهوم، في الوقت الذي توجد فيه مبادرات عدة للحوار بين الاديان في الجزيرة العربية'.

وقال الاساقفة النمساويون ان تصريحا من هذا النوع لا يهدد المسيحيين في جزيرة العرب فحسب بل في العالم اجمع. واضاف البيان 'في مرحلة مثل المرحلة التي نمر فيها اليوم، وحيث تؤدي الثورات العربية الى اضطرابات في كامل المنطقة، فان تصريحات من هذا النوع لا تساعد الناس'.

وتابع البيان 'نطالب بتوضيح رسمي واعلان واضح عن الحق في وجود كنائس ومسيحيين في هذه المنطقة'.

واوضحت وكالة الانباء النمساوية ان الاساقفة الالمان نددوا ايضا الجمعة على لسان الاسقف روبرت زوليتش بهذه الدعوة الى هدم الكنائس في شبه الجزيرة العربية.

وكانت النمسا والعربية السعودية افتتحتا في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي مركزا للحوار بين الاديان في فيينا. وظهرت انتقادات في النمسا لهذا المشروع لانه جاء بمبادرة وبتمويل من السعودية التي يسودها الفكر الوهابي المتشدد.

من جانبه أعرب القاصد الرسولي في دولة الكويت عن 'الدهشة الكبيرة' لتصريحات مفتي عام السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ بوجوب هدم جميع الكنائس في شبه الجزية العربية.

وفي تصريحات لوكالة 'آكي' الايطالية للأنباء، أضاف القاصد الرسولي في الكويت وقطر والممثل الفاتيكاني في سائر الجزيرة العربية المونسنيور بيتر' فاجأت هذه الفتوى الجميع في المنطقة من مسيحيين ومسلمين'، وبشكل خاص 'هنا في الكويت، حيث يتمتع المجتمع بمستوى عال من التسامح والقبول إزاء المسيحيين وغيرهم من أبناء الديانات الأخرى'.

وأوضح المونسنيور رايتش أن 'هذه الفتوى فضلاً عن الدهشة التي أثارتها بشكل عام، فهي تثير القلق أيضاً'، من حيث 'العواقب التي يمكن أن تترتب عليها في المنطقة بأسرها'، كونها 'تتعارض مع جوّ التعايش وتاريخ بلدان الجزيرة العربية التي شهدت الوجود المسيحي منذ قرون عديدة'، وأردف 'إننا نقتصر في الوقت الراهن على متابعة تطورات الأمور، ونرى إن كانت ستحدث ردود أفعال من جانب الصحافة أو وغيرها'، أو 'كان الأمر يتعلق بحالة معزولة وتصريحات منفردة'، على الرغم من 'أنها جاءت على لسان شخصية معروفة ومهمة تمتلك ثقلاً كبيراً'، مكرراً القول 'سنبقى في حالة انتظار'.

أما من ناحية ردود فعل من ناحية السلطات الرسمية في المنطقة، فقد أشار المسؤول الفاتيكاني إلى أنه 'حتى اللحظة لم نسمع بأي شيء من هذا القبيل'، بل 'اقتصر الأمر على إبداء الدهشة والاستغراب من قبل مواطنين اعتياديين أو أعضاء مؤسسات غير حكومية، وبشكل غير رسمي'، لهذا السبب 'نحن ننتظر رد فعل محتمل من جانب السلطات'